تنبيه (١)
لا يبعد استقلال العقل بلزوم تقليل الاحتمالات المتطرقة إلى
______________________________________________________
نعم على الانفتاح لا بد لإثبات حجيته من الالتزام بكونه من باب الشهادة أو الرواية ، أو لأجل الوثوق والاطمئنان بقوله. قال الشيخ الأعظم : «ومن هذا تبين أن الظنون الرجالية معتبرة بقول مطلق عند من قال بمطلق الظن في الأحكام ، ولا يحتاج إلى تعيين أن اعتبار أقوال أهل الرّجال من جهة دخولها في الشهادة أو الرواية ... إلخ».
تقليل الاحتمالات المتطرقة في الرواية
(١) الغرض من هذا التنبيه : أنه إذا حصل الظن بالحكم الشرعي من أمارة قامت عليه ، وكان احتمال خلافه ناشئا عن أمور كثيرة مرتبطة بسند تلك الأمارة أو متنها أو دلالتها أو غير ذلك ، وتمكن المكلف من رفع تلك الأمور أو بعضها ليرتفع احتمال الخلاف ، وذلك بالفحص عن وجود حجة رافعة لها من علم أو علمي ، وجب تحصيل تلك الحجة ورفع الاحتمال مهما أمكن وان لم يحصل له بذلك العلم بالحكم ، وذلك لأن رفع احتمال الخلاف أو تقليله ربما أوجب قوة في الظن المذكور.
وببيان أوضح : أنه لا بد في التمسك بالخبر وفهم مراد الشارع منه من إحراز
__________________
الصحيح في هذه الأعصار ، لتمامية الدليل القائم على حجية خبر الثقة ، فيمكن اعتبار الحجية لقول الرجالي واللغوي من باب الرواية ، لدلالة قولهما بالالتزام على الحكم الشرعي بعد تعميم ما دل على حجية خبر الثقة في الأحكام للدلالة الالتزامية ، وعدم اختصاصه بالمطابقية ، فتأمل فيما أوردناه سابقا على إثبات حجية قول اللغوي بالدلالة الالتزامية. فينحصر وجه اعتبار قولهما بالوثوق والاطمئنان.