بعض تلك الاخبار (١) على استحباب ما بلغ عليه الثواب ، فان (٢) صحيحة هشام بن سالم المحكية عن المحاسن عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «من بلغه عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم شيء من الثواب ، فعمله كان أجر ذلك له وان كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يقله» (١) ظاهرة (٣) في أن الأجر كان مترتبا على نفس العمل الّذي بلغه عنه [منه] صلىاللهعليهوآله أنه ذو ثواب.
______________________________________________________
في المندوبات ، ومختلفان في متعلقه أعني المستحب ، فاستظهر الشيخ (قده) أنه هو العمل بعنوان الرجاء والانقياد بحيث يكون لهما دخل في المتعلق ، والمصنف أنه ذات العمل ، وأن «الرجاء» كما في بعض تلك الاخبار ، و «التماس الثواب» كما في بعضها الآخر خارجان عن متعلق الطلب الاستحبابي ، وانما هما داعيان لإيجاد العمل في الخارج ، ومن المعلوم أن الداعي ليس داخلا في متعلق الطلب.
(١) كصحيحة هشام المذكورة في المتن.
(٢) بيان لقوله : «لا يبعد» واستظهار لترتب الثواب على العمل بعنوانه الأوّلي.
(٣) خبر «فان» والضمير الظاهر في «بلغه» راجع إلى الموصول في قوله : «من بلغه» المراد به العامل ، وضمير «عنه» راجع إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وضمير «أنه ذو ثواب» راجع إلى العمل ، وجملته فاعل «بلغه» ووجه الظهور : أن هذه الصحيحة تدل على ترتب الثواب الموعود الوارد في خبر ضعيف على نفس العمل ، ولا يستحقه العبد بحكم العقل إلّا بكونه مطيعا ، ولا إطاعة إلّا مع تعلق الأمر بالمأتي به. وعليه فالإخبار بالثواب
__________________
(١) هذه الصحيحة وسائر أخبار «من بلغ» مذكورة في باب ١٨ من أبواب مقدمات العبادات من الوسائل.