.................................................................................................
______________________________________________________
وعلى الثاني يكون متعلقا بالاحتياط وهو الإتيان بالعمل برجاء الثواب عليه ، فيكون الاحتياط هو المأمور به بالأمر المولوي دون نفس العمل ، ففي مثال الدعاء عند رؤية الهلال لا يجوز الإفتاء باستحبابه ، بل يفتى باستحباب الاحتياط بالإتيان به برجاء الثواب ، فموضوع الاستحباب على الأول هو نفس العمل ، وعلى الثاني هو الاحتياط.
فالمتحصل مما ذكرنا : أن محتملات أخبار «من بلغ» ثلاثة :
الأول : أن يكون مفادها حجية الخبر الضعيف.
الثاني : أن يكون مفادها استحباب نفس العمل الّذي بلغ عليه الثواب.
الثالث : استحباب العمل الّذي بلغ عليه الثواب بوصف أنه كذلك. هذا ما يمكن أن يستفاد ثبوتا من أخبار «من بلغ» وظاهر المشهور ـ على ما يظهر من فتاواهم باستحباب بعض الأعمال بمجرد ورود خبر ضعيف دال على ترتب الثواب عليه ـ هو الاحتمال الأوّل ، واستظهر المصنف (قده) من صحيحة هشام المذكورة في المتن الاحتمال الثاني ، نظرا إلى ظهورها في ترتب الثواب على نفس العمل ، لا العمل بوصف كونه مما بلغ عليه الثواب ، وأن المستفاد منها هو استحباب نفس العمل بعنوانه الأوّلي لا بعنوان كونه مما بلغ عليه الثواب.
وأما شيخنا الأعظم (قده) فانه ـ بعد ما استظهر من صحيحة هشام ونحوها الاحتمال الثاني كما عرفت من عبارته المتقدمة ـ ذكر كلاما ربما يظهر منه استظهاره الاحتمال الثالث من تلك الاخبار أعني استحباب العمل بوصف كونه مما بلغ عليه الثواب ، فالمستفاد منها عنده هو استحباب الاحتياط.
وعليه فالشيخ والمصنف (قدهما) متفقان على أن المستفاد من أخبار «من بلغ» حكم فرعي وهو الاستحباب ، لا أصولي وهو حجية الخبر الضعيف