وكونه (١) الداعي إلى العمل غير (٢) موجب لأن يكون الثواب انما يكون (٣) مترتبا عليه فيما إذا أتى برجاء أنه مأمور به وبعنوان الاحتياط
______________________________________________________
وانتظر لتوضيح إيراد المصنف عليه.
(١) عطف تفسيري ، أي : وكون البلوغ داعيا إلى العمل على ما يقتضيه تفريع العمل على بلوغ الثواب وسماعه في قوله عليهالسلام : «فعمله» كما تقدم توضيحه.
(٢) خبر «وكون العمل» وجواب عن كلام شيخنا الأعظم ، وهذه المناقشة تختص بما استدل به الشيخ من ظهور الفاء في «فعمله» في صحيحة هشام في كون داعي المكلف ومحرّكه نحو العمل هو ابتغاء الثواب. وأما خبرا محمد ابن مروان المشتملان على «طلب قول النبي صلىاللهعليهوآله و «التماس ذلك الثواب» فسيأتي الكلام عنهما. وحاصل ما أفاده المصنف حول الصحيحة هو : أن فاء التفريع وان اقتضى صدور العمل بداعي التماس الثواب بحيث لولاه لما وجود في الخارج ، لكون عباداتنا نحن من قبيل عبادة الأجراء. لكن الداعي جهة تعليلية للعمل وخارج عن حقيقته ، وليس جهة تقييدية حتى يكون قصد رجاء الثواب جزءا من موضوع حكم الشارع بإعطاء الثواب على العمل ، فلا يوجب الداعي المزبور وجها وعنوانا للعمل ، وانما الموجب له هو الجهة التقييدية المفقودة في المقام ، فالثواب في أخبار «من بلغ» مترتب على نفس العمل فيثبت حينئذ استحباب نفس الفعل الّذي دل خبر ضعيف على أنه ذو ثواب.
(٣) خبر «لأن يكون» وضميرا «عليه ، أنه» راجعان إلى العمل المراد به هنا هو العمل بعنوانه الثانوي بقرينة قوله : «فيما إذا أتى برجاء ...» و «بعنوان الاحتياط» تفسير للرجاء ، والأولى سوق العبارة هكذا : «غير موجب لترتب الثواب على العمل في خصوص ما إذا أتى ...».