العملية المطلوب فيها أوّلا (١) العمل بالجوارح يتبع (٢) في الأصول الاعتقادية المطلوب فيها عمل الجوانح من الاعتقاد به وعقد (٣) القلب عليه
______________________________________________________
(١) إشارة إلى ما قيل في تعريف الحكم الفرعي من كونه مما يتعلق بالعمل بلا واسطة ، فالمطلوب أوّلا هو العمل بالجوارح ، والالتزام النفسانيّ لو كان مطلوبا في الفروع كان مطلوبا ثانيا.
(٢) خبر «هل الظن» و «من الاعتقاد» بيان لعمل الجوانح.
(٣) هذا وما بعده بيان للاعتقاد ، والضمائر الأربعة المجرورة راجعة إلى الأصل الاعتقادي المستفاد من «الأصول الاعتقادية» وتأنيثها أولى.
ثم ان العلم والاعتقاد ليسا متلازمين ، بل النسبة بينهما عموم من وجه ، لاجتماعهما في بعض الموارد كمن يعلم بأصول العقائد ويعقد قلبه عليها ، ويفترقان في عقد القلب على الواقع على ما هو عليه من دون علم به كاعتقاد أكثر المؤمنين بخصوصيات البرزخ والحشر مع عدم علمهم بها ، وفي علم بعض ببعض أصول العقائد مع
__________________
للظن غير الانسدادي ، قال الشيخ الأعظم : «الثالث : كفاية الظن مطلقا وهو المحكي عن جماعة ... إلخ» فراجع. ثم ان المقصود ان كان إثبات حجية الظن الانسدادي في الأمور الاعتقادية بنفس المقدمات الجارية في الأحكام الفرعية فهو واضح البطلان ، لاختصاص الدليل بمورده وهو الفروع ، إذ من جملة مقدماته العلم الإجمالي بالاحكام الفرعية وعدم وجوب الاحتياط فيها ، ومن المعلوم أنهما أجنبيان عن الأصول الاعتقادية. وان كان المقصود إجراء مقدمات نظير مقدمات الانسداد الجارية في الفروع في الأصول الاعتقادية ، ففيه أن المطلوب في القسم الأول منها ليس تحصيل العلم بها حتى يقوم الظن مقامه إذا تعذر ، إذ المفروض كفاية عقد القلب عليها وهو يتحقق بدون العلم بما يجب الاعتقاد به ، فلا تتم المقدمة الأولى منها.