وأربعمائة وكتب عليها اسمه واسم الأئمة الاثني عشر.
وذكر ابن جبير أن طول الجامع من الغرب إلى الشرق مائتا خطوة وهي ثلاثمائة ذراع وذرعه في السعة من القبلة إلى الجوف مائة خطوة وخمس وثلاثون خطوة وهي مائتا ذراع وبلاطاته المتصلة بالقبلة ثلاث مستطيلة من المشرق إلى المغرب سعة كل بلاطة منها ثمان عشرة خطوة ، وقامت البلاطات على ثمانية وستين عمودا منها أربع وخمسون سارية ثمانية أرجل جصية تتخللها واثنتان مرخمة ملصقة معها بجدار الذي يلي الصخرة ، وأربعة أرجل مرخمة أبدع ترخيم مرصعة بفصوص من الرخام ملونة ، وقد نظمت خواتيم ، وصورت محاريب ، وأشكالا غريبة ، قائمة في البلاط ويستدير بالصحن بلاط من ثلاث جهاته سعته عشر خطا ، وعدد قوائمه سبع وأربعون منها أربعة عشر رجلا والباقي سوار. وسقف الجامع كله من خارج ألواح رصاص وأعظم ما فيه قبة الرصاص المتصلة بالمحراب وهي سامية في الهواء عظيمة الاستدارة ، وقد استقل بها هيكل عظيم هو عماد لها يتصل من المحراب إلى الصحن والقبة ، وقد أغصت الهواء فإذا استقبلتها رأيت مرأى هائلا.
وذكر الباحثون من الفرنج أن طول الحرم الأصلي من الشرق إلى الغرب ١٣٠٠ قدم وعرضه من الشمال إلى الجنوب ١٠٠٠ فهو ربع مساحة دمشق كلها. وكان أمام جدرانه الأربعة من الداخل صف من الأعمدة على دائرة كشف علماء الآثار بعضها ، والجامع في وسط هذا الحرم قائم على أسس الكنيسة التي كانت قبله ، وهي قائمة على أسس الهيكل الذي كان قبلها أو على بعضها ، والجدار الغربي من الجامع قديم كله ، ما عدا باب البريد في وسطه فإنه من زمن العرب ، وفي الجدار الجنوبي أنواع البناء كلها ففيه جانب من البناء الشامي اليوناني ، وجانب من البناء المسيحي في عهد ثيودوسيوس واركاديوس من القرن الرابع والخامس للميلاد ، وجانب من البناء العربي من زمن الوليد في القرن الثامن ، وتجديدات أخرى بعد ما احترق في قرون متعددة.
وقال ابن حوقل : إن الوليد جعل أرض الجامع رخاما مفروشا وجعل وجه جدرانه رخاما مجزعا وأساطينه رخاما موشى ومعاقد رؤوس أساطينه ذهبا