استعنت بقبر النبي (١).
وقد أفتى الامام أحمد بن حنبل بجواز التبرك والتمسح بآثار رسول الله صلىاللهعليهوآله من قبره ومنبره رجاء ثواب الله (٢).
كما أن المسلمين كانوا يتبركون بآثار رسول الله صلىاللهعليهوآله بمنبره ، وأخذ تراب قبره ، والاحتفاظ بشَعره.
كما أنهم كانوا يتبركون في حياته بأخذ شعره ، والتبرك بما بقي من ماء وضوئه.
كلّ هذا يدل على أن التبرك بآثار رسول الله كان أمراً ارتكازياً لدى عامة المسلمين ، من دون فرق بين حياة رسول الله صلىاللهعليهوآله ومماته.
كما أن زيارة قبور الأولياء ، والصلاة والدعاء والتضرع إلى الله والبكاء عندها مما لا أشكال فيه ، وعليه سيرة المسلمين ، وهو من دأب الصالحين.
روى الحاكم النيسابوري : ان فاطمة بنت النبي صلىاللهعليهوآله كانت تزور قبر عمها حمزة كلّ جمعة ، فتصلي وتبكي عنده (٣) ، ثم قال : هذا الحديث رواته عن آخرهم ثقات ، وقد استقصيت في الحث على زيارة القبور تحرياً للمشاركة في الترغيب ، وليعلم الشحيح بذنبه أنها سنة مسنونة (٤) ، وقال في موضع آخر حول الحديث : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه (٥).
فهذا هو ابن حجر يقول في شأن ابن خزيمة في زيارته لقبر الإمام علي بن موسى الرضا عليهالسلام ، راوياً عن أبي بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى قوله :
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ٣ / ٢١٣.
(٢) انظر : وفاء الوفا ٤ / ٤١٤.
(٣) المستدرك على الصحيحين ١ / ٣٧٧ ؛ انظر : مصنف عبدالرزاق ٣ / ٥٧٢ ؛ السنن الكبرى ، البيهقي ٤ / ٧٨.
(٤) المستدرك على الصحيحين ١ / ٣٧٧.
(٥) المستدرك على الصحيحين ٣ / ٢٨.