خرجنا مع إمام أهل الحديث أبي بكر بن خزيمة وعديله أبي علي الثقفي مع جماعة من مشايخنا وهم إذ ذاك متوافدون إلى زيارة قبر علي بن موسى الرضا بطوس ، قال : فرأيت من تعظيمه ـ يعني ابن خزيمة ـ لتلك البقعة ، وتواضعه لها ، وتضرعه عندها ما تحيّرنا (١)
وهذا هو ابن حبان يقول في شأنه عليهالسلام : وقبره بسناباذ خارج النوقان ، مشهور يزار ، بجنب قبر الرشيد ، قد زرته مراراً كثيرة ، وما حلّت بي شدّة في وقت مقامي بطوس فزرت قبر علي بن موسى الرضا صلوات الله على جده وعليه ودعوت الله إزالتها إلا استجيب لي ، وزالت عني تلك الشدة ، وهذا شيء جرّبته مراراً فوجدته كذلك ، أماتنا الله على محبة المصطفى وأهل بيته ، صلى الله عليه وعليهم أجمعين (٢).
وروي عن أبي علي الخلال ـ شيخ الحنابلة ـ أنه قال : ما همّني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسلت به إلا سهّل الله تعالى ما أحبّ (٣).
كما أن الإمام الشافعي حينما كان ببغداد كان يجيء إلى قبر أبي حنيفة ، يزوره فيسلم عليه ، ثمّ يتوسل إلى الله تعالى به في قضاء حاجاته ، روى الخطيب عن علي ابن ميمون عن الشافعي قوله : إني لأتبرك بأبي حنيفة ، وأجىء إلى قبره في كلّ يوم يعني زائراً ، فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين ، وجئت إلى قبره ، وسألت الله تعالى الحاجة عنده ، فما تبعد عني حتى تقضى (٤).
كما أن المسلمين بمصر لازالوا يهتمون بزيارة مشهد الإمام الحسين عليهالسلام.
__________________
(١) تهذيب التهذيب ، ابن حجر العسقلاني ٧ / ٣٣٩.
(٢) كتاب الثقات ، ابن حبان ٨ / ٤٥٦.
(٣) تاريخ بغداد ، الخطيب البغدادي ١ / ١٢٠.
(٤) تاريخ بغداد ١ / ١٣٥.