تقع بين بني هاشم وبني أميّة (١)(٢) ، فبادر إبن عباس إلى مروان فقال له : ارجع يا مروان من حيث جئت ، فإنّا ما نريد أن ندفن صاحبنا عند رسول الله صلىاللهعليهوآله ، لكنّا نريد أن نجدّد به عهداً بزيارته ، ثمّ نردّه إلى جدته فاطمة عليهاالسلام ، فندفنه عندها بوصيته بذلك ، ولو كان وصىّ بدفنه مع النبي صلّي الله عليه وآله لعلمت أنّك أقصر باعاً من ردّنا عن ذلك .. وقال الحسين عليهالسلام : «والله لولا عهد الحسن إليّ بحقن الدّماء ، وأن لا أهريق في أمره محجمة دم ، لعلمتم كيف تأخذ سيوف الله منكم مأخذها ، وقد نقضتم العهد بيننا وبينكم ، وأبطلتم ما اشترطنا عليكم لأنفسنا».
ومضوا بالحسن عليهالسلام فدفنوه بالبقيع عند جدته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبدمناف ، رضياللهعنها واسكنها جنات النعيم (٣).
وذكر ابن فتال النيسابوري (٤) والطبرسي نحوه بتفاوت يسير (٥).
وقال أبو هريرة يوم دفن الحسن بن علي عليهالسلام : قاتل الله مروان ، قال : والله ما
__________________
وقد قال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله : «يا فاطمة ، أنت سيدة نساء أهل الجنة» ، والله مصيرك إلى النار» ، كذا في الاحتجاج ٢ / ٤٠ ؛ بحار الأنوار ٤٤ / ٨٣ ؛ مستدركات علم الرجال ٧ / ٤٧٠ رقم ١٥١٢٤.
(١) انظر : بشارة المصطفى / ٤١٨ ؛ أمالي الطوسي / ١٦٠ ؛ كتاب الفتن / ٩١ ؛ الجوهرة / ٣٢ ؛ كتاب الثقات ٣ / ٦٨ ؛ سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٧٩ ؛ تاريخ مدينة دمشق ١٣ / ٢٨٩ ، ٢٩٠ ، ٢٩٣ ؛ البداية والنهاية ٨ / ٤٨ ؛ اعلام الورى ١ / ٤١٥ ؛ كشف الغمة ٢ / ٢٠٩.
(٢) جاء في الجوهرة / ٣٢ : .. وتنازعوا حتى دخلت بنو هاشم مع الحسين في السلاح وبنو أمية مع مروان كذلك ، فأصلح الناس وأبو هريرة بينهم ، وقال أبو هريرة : والله إنّ هذا لظلم! يمنع الحسن أن يدفن مع جدّه؟! وفي كتاب الفتن لنعيم بن حماد المروزي / ٩١ : قال أبو حازم : قال أبو هريرة : أرأيت لو أنّ إبناً لموسى أوصى أن يدفن مع أبيه فمنع ألم يكن ظلموا؟! قلت : بلى ، قال : فهذا ابن رسول الله صلىاللهعليهوسلم يمنع أن يدفن مع أبيه! (ورواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٧٥).
(٣) الأرشاد ٢ / ١٨ ـ ١٩ ؛ انظر : بحار الأنوار ٤٤ / ١٥٤.
(٤) روضة الواعظين ١ / ١٦٧.
(٥) اعلام الورى / ٢١١.