يا أخي ، وبحقّ جدي وأمي إن كلّمت أحداً ، وارددني فادفنّي بالبقيع (١).
ولكن ما ذكره الشيخ المفيد هو المعتمَد.
ثم قال المفيد : فلمّا مضى عليهالسلام لسبيله غسّله الحسين عليهالسلام وكفّنه وحمله على سريره ، ولم يشك مروان ومن معه من بني أمية أنهم سيدفنونه عند رسول الله صلّى الله صلىاللهعليهوآله ، فتجمعوا له ولبسوا السلاح ، فلما توجّه به الحسين بن علي عليهماالسلام إلى قبر جدّه رسول الله عليه وآله ليجدّد به عهداً أقبلوا إليهم في جمعهم .. ـ إلى ان قال : ـ وكادت الفتنة (٢)
__________________
(١) منتخب الأنوار / ٦١.
(٢) روى ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ١٣ / ٢٩٣ عن عباد بن عبد الله بن الزبير ، قال سمعت عائشةتقول يومئذ : «هذا الأمر لا يكون أبداً ، يدفن ببقيع الغرقد! ولا يكون لهم (تعني رسول الله وأبا بكر وعمر) رابعاً ، والله انه لبيتي أعطانيه رسول الله في حياته ، وما دفن فيه عمر وهو خليفة إلا بأمري ، وما آثر على عندنا بحسن ..».
وروى محمد بن همام الكاتب الاسكافي في منتخب الانوار / ٦١ : فلما توفّى حمله الحسين عليهالسلام حتى صار إلى قبر جده ؛ وجاء مغيرة بن شعبة إلى عائشة وقال لها : لقد مات الحسن ، وقد حمله الحسين حتى صار إلى قبر جده ، وإن دفنه معه ذهب ذكر ابيك وذكر عمر إلى يوم القيامة ، فقالت : ما أصنع؟ قال : تركبين بغلتي ، وتربحين به (وفي بعض المصادر : تمنعين من أن يدفن معه) ، فركبت بغلة المغيرة ، وصارت إلى قبر رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فإذا بسرير الحسن عليهالسلام موضوع من يحول ، فمنعت من دفنه بمقام ، رجال من بني هاشم ، وشهروا سيوفهم وقالوا : بلى ، يدفن مع جده ، وأراد أن تقع نائرة بينهم ، فقال الحسين عليهالسلام : «نشدتكم بالله إلا سكتّم ، فإنّ أخي أوصاني بكذا وكذا» ، فسكتوا ، وردّه الحسين ودفنه بالبقيع.
واما مغيرة بن شعبة ، فهو الذي قال له الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام : «وأما أنت يا مغيرة بن شعبة ، فإنك لله عدوّ ، ولكتابه نابذ ، ولنبيّه مكذّب ، وأنت الزاني وقد وجب عليك الرجم ، وشهد عليك العدول البررة الأتقياء ، فأخّر رجمك ، ودفع الحقّ بالباطل ، والصدق بالأغاليط ، وذلك لما أعدّ الله لك من العذاب الأليم ، والخزي في الحياة الدنيا ، ولعذاب الآخرة أخزى ، وأنت الذي ضربت فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله حتى أدميتها ، وألقت ما في بطنها ، استذلالاً منك لرسول الله صلىاللهعليهوآله ومخالفة منك لأمره ، وانتهاكاً لحرمته ،