تكلّمت بشىء ، وانتظر ما يحدث الله عز ذكره فيّ ، فاذا قبضت فغمّضني وغسّلني وكفّنّي واحملني على سريري الى قبرجدّي رسول الله صلىاللهعليهوآله لأجدّد به عهداً ، ثمّ ردّني الى قبر جدّتي فاطمة بنت أسد رحمهالله فادفّني هناك ، وستعلم يا ابن أُم أنّ القوم يظنّون أنكم تريدون دفني عند رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فيُجْلبون في منعكم عن ذلك ، وبالله أُقسم عليك أن تهريق في أمري محجمة دم ..» (١).
فظهر أن الإمام الحسن عليهالسلام دفن بالبقيع تنفيذاً لوصيته (٢) ، لعلمه عليهالسلام بالأحداث المؤلمة (٣) ، وما تظهره الأحقاد الدفينة (٤) والأنفس الشريرة ، وبه يظهر ضعف ما نقله ابن كثير (٥) وغيره (٦) من أنه عليهالسلام عهد إلى أخيه الحسين عليهالسلام أن يدفن مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ثمّ جرى ماجرى.
نعم ، جاء في منتخب الأنوار لمحمد بن همام الكاتب الإسكافي : ولما حضرته الوفاة دعا أخاه الحسين بن علي عليهماالسلام ، وقال له : يا أخي ، إذا أنا متّ ، وأخذت في أمري ، وصيّرتني على السرير ، فأنشدك الله بحقّ جدي رسول الله (٧) وأمي فاطمة ، إذا صرت إلى قبر رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فإن تركوك فادفنّي معه ، وإن منعوك فبالله عليك
__________________
(١) الإرشاد ٢ / ١٧ ؛ اعلام الورى ١ / ٤٢٢ ؛ وانظر : دلائل الإمامة / ١٦٠ ـ ١٦٢ ؛ الهداية الكبرى / ١٨٦.
(٢) انظر : الخرائج والجرائح ١ / ٢٤٢ ـ ٢٤٣ ؛ ذخائر العقبى / ١٤١ ؛ الصراط المستقيم ٣ / ١١٥ ؛ مدينةالمعاجز ٣ / ٣٤٠ و ٣٧٣ ؛ بحار الأنوار ٤٤ / ١٥٤ و ١٧٤.
(٣) انظر : الجوهرة / ٣٢ ؛ كتاب الفتن / ٩١ ؛ الأخبار الطوال / ٢٢١ ؛ بحار الأنوار ٤٤ / ١٤٢ و ١٤٤.
(٤) انظر : تاريخ مدينة دمشق ١٣ / ٢٨٧.
(٥) البداية والنهاية ٨ / ٤٨.
(٦) انظر : كتاب الفتن (لنعيم بن حماد) / ٩١ ؛ الأخبار الطوال / ٢٢١ ؛ كتاب الثقات ٣ / ٦٧ ؛ مقاتل الطالبيين / ٤٨ ؛ جواهر المطالب ، الباعوني ٢ / ٢٠٩ ؛ ذخائر العقبى ١٤٢ ؛ الجوهرة / ٣٢ ؛ تاريخ مدينة دمشق ١٣ / ٢٩١ ؛ فتح الباري ١٣ / ٢٥٩ ؛ شرح نهج البلاغة ١٧ / ٢١٥ ؛ سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٧٥.
(٧) وفي بعض المصادر : وأبي أمير المؤمنين.