الإمام ، العادل ، الصابر والفاضل والطاهر (١) ، كنيته أبو عبد الله ، ولد بالمدينة يوم الإثنين سابع عشر من الربيع الأول (٢) سنة ثلاث وثمانين من الهجرة ، وقبض بالمدينة في شوال سنة ثمان وأربعين ومائة ، وله يومئذ خمس وستون سنة ، وأمه أم فروة فاطمة (٣) بنت القاسم بن محمد النجيب بن أبي بكر ، وقبره بالبقيع (٤) أيضاً مع أبيه وجده وعمه الحسن عليهمالسلام أجمعين (٥) ، وقد جاء في الأخبار : أنهم انزلوا على جدتهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف رضوان الله عليها (٦).
وجاء في الخبر : «يكون بعده (٧) الإمام جعفر ، وهو الصادق بالحكمة ناطق ، مظهر كلّ معجزة ، وسراج الأمة ، يموت موتاً بأرض طيبة ، موضع قبره بالبقيع» (٨).
نعم ، إنه حجّة الله في أرضه ، ومهما قيل في شأنه يبقى اللسان قاصراً عن الإحاطة بكلّ أبعاد شخصيّته ، ولنعم ما قال ابن داود الحلّي : «جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن أبي طالب عليهالسلام ... الإمام أبو عبد الله الصادق عليهالسلام ، لا تتّسع
__________________
(١) كشف الغمة ٢ / ٣٨٠ ؛ تاريخ مواليد الأئمة عليهمالسلام ووفياتهم / ٣١.
(٢) وصول الأخيار إلى أصول الأخبار ٤٢ ؛ الجامع العباسي ١٨٩.
(٣) مناقب آل أبي طالب ٣ / ٣٩٩ ؛ وصول الأخيار ٤٢ ؛ الجامع العباسي ١٨٩.
(٤) انظر : منتخب الأنوار / ٧٢ ؛ دلائل الإمامة / ٢٤٦ ؛ كشف الغمة ٢ / ٣٧٤ و ٤٠٣ ؛ اعلام الورى ١ / ٥١٤ ؛ تاريخ الأئمة / ٣١ ؛ تاريخ مواليد الأئمة عليهمالسلام ووفياتهم / ٣١ ؛ عيون المعجزات / ٨٤ ؛ تاج المواليد / ٤٤ ؛ وصول الأخيار / ٤٢ ؛ الجامع العباسي / ١٨٩ ؛ الأنساب ٥ / ٤٥٠ ؛ مناقب أهل البيت / ٢٦٧.
(٥) انظر : الكافي ١ / ٤٧٢ ؛ تهذيب الأحكام ٦ / ٧٨ ؛ الارشاد ٢ / ١٧٩ ؛ تحرير الأحكام ٢ / ١٢٣ ؛ منتهى المطلب ٢ / ٨٩٣ ؛ بحار الانوار ٤٧ / ١ و ٣ و ٥ و ٦.
(٦) المقنعة / ٤٧٣ ؛ وانظر : كشف الغمة ٢ / ٣٨٠ ؛ بحار الأنوار ٩٧ / ٢١٩.
(٧) أي بعد الإمام محمد بن علي الباقر عليهالسلام.
(٨) مقتضب الأثر / ١٣ ؛ بحار الانوار ٣٦ / ٢١٩.