الصحف ذكر مناقبه ، وعلوّ مناقبه ، فالأدب يقتضي الوقوف دونها» (١).
إلّا أنّه لا بأس بذكر أقوال بعض العلماء ، خاصّة مع اختلاف نهج بعضهم ، وإقرارهم بالواقع :
قال زيد بن عليّ بن الحسين (استشهد سنة ١٢٠) : «في كلّ زمان رجل منّا أهل البيت ، يحتجّ الله به على خلقه ، وحجّة زماننا ابن أخي جعفر بن محمّد ، لا يضلّ من تبعه ، ولا يهتدي من خالفه» (٢).
وقال ابن أبي ليلى (م ١٤٨) ـ حينما قال له نوح بن درّاج : أكنتَ تاركاً قولاً قلتَه ، أو قضاءاً قضيتَه لقول أحد؟! قال ـ : «لا ، إلّارجل واحد ، قلت : من هو؟
قال : جعفر بن محمد» (٣).
وقال أبو حنيفة (م ١٥٠) : «ما رأيتُ أحداً أفقه من جعفر بن محمّد عليهالسلام» (٤)
روى الذهبي عن حسن بن زياد قال : سمعت أبا حنيفة وسئل من أفقه من رأيت؟ قال : ما رأيت أحداً أفقه من جعفر بن محمد ، لما أقدمه المنصور الحيرة بعث إليّ ، فقال : يا أبا حنيفة ، إنّ الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد ، فهيىّء له من مسائلك
__________________
(١) رجال ابن داود / ٦٥.
(٢). أمالي الصدوق / ٦٣٧ ؛ المناقب ٤ / ٢٧٧ ؛ روضة الواعظين ١ / ٢٠٨ ؛ تفصيل وسائل الشيعة ١٩ / ٣٩٦ ؛ بحار الأنوار ٤٦ / ١٧٣ ، و ٤٧ / ١٩ ؛ معجم رجال الحديث ، ١٤ / ١٠٣.
(٣). تهذيب الأحكام ٦ / ٢٩٢ ح ٨٠٧ ؛ المناقب ٤ / ٢٤٩ ؛ بحار الأنوار ٤٧ / ٢٩.
(٤). تذكرة الحفّاظ ، الذهبي ١ / ١٦٦ ؛ تاريخ الإسلام ، الذهبي (حوادث سنة ١٤١ ـ ١٦٠) / ٨٩ ؛ تهذيب الكمال ٥ / ٧٩ ؛ وانظر : مناقب أبي حنيفة ١ / ١٧٣ ؛ جامع أسانيد أبي حنيفة ١ / ٢٢٢ ؛ الكامل لابن عدي ٢ / ١٣٢ ؛ تاريخ بغداد ١٣ / ٣٤٧ ؛ سير أعلام النبلاء ٦ / ٢٥٧ ؛ الوافي بالوفيات ١١ / ١٢٦ ؛ النجوم الزاهرة ٢ / ٩ ؛ الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ، أسد حيدر ١ / ٥٣ ؛ موسوعة الإمام الصادق عليهالسلام ، السيد محمد كاظم القزويني ١ / ٣٤٤ ؛ الفائق في رواة وأصحاب الإمام الصادق عليهالسلام ، عبد الحسين الشبستري ١ / ١٨.