وجاء في الموسوعة العربيّة المعاصرة ـ لمجموعة من العلماء والباحثين العرب ـ : «جعفر الصادق (٦٩٩ ـ ٧٦٥) سادس أئمّة الشيعة الإماميّة ، ولد بالمدينة ، وعاش زمناً طويلاً في العراق ، عاصر الدولة الأمويّة والعبّاسيّة ، ولكنّه سلم من اضطهادهما! (١) .. كان عالماً حكيماً زاهداً متبحّراً في علوم الدين .. وكان أستاذاً لجابر ابن حيّان» (٢).
وقال سعد القاضي : «الإمام جعفر الصادق رضى الله عنه ، إنّه واحد من عظماء الرجال ، وعظماء الرجال كالشموع تحترق لتضيء الطريق للبشريّة في صراعاتها مع الحياة ، لتحدّد معالم الطريق للمسترشدين ، إنّه واحد من الذين قدّموا لأمّته عصارة أفكاره وخلاصة علمه ، فكان كالنحلة التي تمتصّ الأزهار المختلفة لتقدّم للناس العسل الذي فيه شفاء ، إنّه الإمام الذي أقبل على العبادة والخضوع ، وآثر العزلة والخشوع ، إنّه الإمام الذي إذا نظرت إليه علمت أنّه من سلالة الأنبياء ، إنّه الإمام المجاب الدعوة ، فإذا سأل الله شيئاً لا يتمّ قوله إلّاوهو بين يديه ، إنّه الإمام الذي يطالب الناس أن يفكّروا ليعرفوا الله ، أن يعرفوا الله بعقولهم ليستقرّ إيمانهم على أساس وطيد .. وأنشأ في الحياة الفكرية تيّاراً جديداً خصباً أعلى فيه العقل والنظر والتّأمّل والعلم .. لقد رحل إمام الشيعة وشيخ أهل السنّة بعد أن ترك ثروةً من الفقه والعلم والتأمّلات ، وجمع المعارف كلّها ، وعلوم الدنيا والدين ، إنّه معلّم الفقهاء : الإمام جعفر الصادق» (٣).
وقال : «وقالوا عن الإمام جعفر الصادق وعن مجلسه العلمي : حياة الرجال
__________________
(١) كيف سلم عليهالسلام من اضطهادهما ولقد واجه المصاعب والعراقيل ، وتحمّل الأذى الكثير ، وسُمّ بأمر المنصور الدوانيقي عليه اللعنة.
(٢) الموسوعة العربيّة المعاصرة ١ / ٦٣٤ ؛ على ما في موسوعة الإمام الصادق ٢ / ١٣٤.
(٣) العارف بالله سيدي الإمام جعفر الصادق ٣ ـ ٥ (طبع القاهرة).