عنه عبادك ، وجهلوا معرفتهم ، واستحقوا بحقهم ، ومالوا إلى سواهم ، فكانت المنة منك علي مع أقوام خصصتهم بما خصصتني به ، فلك الحمد إذ كنت عندك في مقامي مكتوباً ، فلا تحرمني ما رجوت ، ولا تخيبني في ما دعوت» ، وادع لنفسك بما أحببت (١).
وذكر الشيخ المفيد زيارة مختصرة لهم ، وقال : تغتسل وتقف على قبورهم ، وتقول :
«السلام عليكم يا خزان علم الله ، وحفظة سره ، وتراجمة وحيه ، أتيتكم يا بني رسول الله (زائراً) عارفاً بحقكم ، مستبصراً بشأنكم ، معادياً لأعدائكم ، موالياً لأوليائكم ، بأبي أنتم وأمي ، صلى الله على أجسادكم وأرواحكم ورحمة الله وبركاته ، اللهم إنّي أتولّى آخرهم كما توليت أولهم ، وأبرأ إلى الله من كلّ وليجة دونهم ، آمنت بالله ، وكفرت بالجبت والطاغوت واللات والعزى وكلّ ندّ يدعى من دون الله ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، واجعل زيارتي لهم مقبولة ، ودعائي بهم مستجاباً ، يا أرحم الراحمين».
ثمّ انكبّ على القبور فقبّلها ، وضع خدّك عليها ، وتحوّل من مكانك ، فصلّ ست ركعات ، وإن جعلت زيارتك هذه للأئمة الأربعة فصلّ ثماني ركعات إن شاء الله (٢).
وذكر الشيخ المفيد زيارة مختصرة للإمام الحسن المجتبى عليهالسلام ، قال : تغتسل
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه ٢ / ٥٧٥ ؛ ونحوه (بتفاوت يسير) في كامل الزيارات ١١٨ ، الكافي ٤ / ٥٥٩ (وجاء فيه : إذا أتيت القبر الذي بالبقيع فاجعله بين يديك ثم تقول ..) ؛ تهذيب الأحكام ٦ / ٧٩ ؛ مصباح المتهجد / ٧١٣ ؛ المهذب ١ / ٢٧٩ ؛ منتهى المطلب ٢ / ٨٩٣ ؛ الحدائق الناضرة ١٧ / ٤٣٠ ، بحار الأنوار ٩٧ / ٢٠٣.
(٢) المقنعة ٤٧٥ ـ ٤٧٦ ؛ تهذيب الأحكام ٦ / ٨٠ ؛ منتهى المطلب ٢ / ٨٩٤ ؛ الحدائق الناضرة ١٧ / ٤٣٢ ؛ بحار الأنوار ٩٧ / ٢٠٦.