قال السيد السند في شرح النافع : والعجب أن الشيخ في الخلاف وافق الجماعة على انفساخ النكاح بخروجها من العدة محتجا بإجماع الفرقة ، مع اختياره لهذا القول في النهاية وكتابي الأخبار.
أقول : من يعرف حال الشيخ وطريقته في دعوى الإجماع واختلاف أقواله وفتاويه في كتبه لا يتعجب منه ، فإنه في بعض كتبه كالخلاف والمبسوط من رؤوس المجتهدين ، وفي بعض آخر كالنهاية وكتابي الأخبار من رؤوس الأخباريين وشتان ما بين الحالتين.
وقال في المسالك : واعلم أنه على قول الشيخ بعدم بطلان النكاح في الذمي لا فرق بين كون إسلامها قبل الدخول وبعده لتناول الأدلة للحالتين ، وربما فهم من عبارة بعض الأصحاب اختصاص الخلاف بما لو كان الإسلام بعد الدخول وليس كذلك.
__________________
وأما الرواية التي أشرنا إليها في تفسير الآية بأن المراد بالسبيل انما هو من طريق الحجة والدليل فهي ما رواه الصدوق في كتاب عيون الأخبار(١) عن الرضا عليهالسلام في حديث قال فيه : وفيهم قوم يزعمون أن الحسين بن على عليهماالسلام لم يقتل ، وأنه القى شبهة على حنظلة بن أسعد الشامي ، وأنه رفع الى السماء كما رفع عيسى بن مريم ويحتجون بهذه الآية «وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً» فقال : كذبوا ، عليهم غضب الله ولعنته ـ الى أن قال ـ فأما قوله عزوجل «وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً» فإنه يقول لن يجعل الله لكافر على مؤمن حجة ، ولقد أخبر الله عن كفار قتلوا نبيين بغير الحق ومع قتلهم إياهم لن يجعل الله لهم على أنبيائه ـ عليهمالسلام ـ ، سبيلا من طريق الحجة. انتهى.
أقول : فإذا كان معنى الآية انما هو ما ذكره ـ عليهالسلام ـ ، فكيف يصح الاستدلال بها في أمثال هذه المقامات على هذه الأحكام ، لكن يمكن العذر لأصحابنا من حيث عدم الوقوف على الخبر المذكور ، وأما مثل المحدث الكاشاني ـ رحمة الله عليه ـ الذي ذكره في تفسيره الصافي(٢) فكيف يسوغ معه الاستدلال به هنا تبعا للأصحاب ، والله العالم. (منه ـ قدسسره ـ).
(١) عيون أخبار الرضا ـ عليه السلام ـ ج ٢ ص ٢٠٤ ح ٥ طبع النجف الاشرف.
(٢) تفسير الصافي ج ١ ص ٤٧٤ طبع بيروت نقلا عن العيون.