عن أبي بصير (١) ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قوله : (فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) قال : خلق خلقا وخلق روحا ، ثمّ أمر الملك فنفخ فيه ، وليست بالّتي نقصت من الله شيئا ، هي من قدرته ـ تبارك وتعالى ـ عنه (٢).
وفي رواية سماعة (٣) ، عنه : خلق آدم فنفخ فيه وسألته عن الرّوح ، قال : هي من قدرته من الملكوت.
وفي كتاب بصائر الدّرجات (٤) : عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ [قال] (٥) : مثل المؤمن وبدنه ، كجوهرة في صندوق ، إذ أخرجت الجوهرة منه طرح الصّندوق ولم يعبأ (٦) به.
وقال : إنّ الأرواح لا تمازج البدن ولا تداخله ، إنّما هي (٧) كالكلل للبدن محيطة به.
وفي كتاب الاحتجاج (٨) : عنه ـ عليه السّلام ـ : الرّوح لا يوصف بثقل ولا خفّة ، هي جسم رقيق البس قالبا كثيفا ، فهي بمنزلة الرّيح في الزّقّ ، فإذا نفخت فيه امتلأ الزّقّ منها ، فلا يزيد في وزن الزّق ولوجها (٩) ولا ينقصه (١٠) خروجها (١١) ، وكذلك الرّوح ليس لها ثقل ولا وزن.
قيل : أفيتلاشى (١٢) الرّوح بعد خروجه عن قالبه ، أم هو باق؟
قال : بل هو باق إلى وقت ينفخ في الصّور ، فعند ذلك تبطل الأشياء وتفنى فلا حسّ ولا محسوس ، ثمّ أعيدت الأشياء ، كما بدأها مدبّرها ، وذلك أربعمائة سنة يسبت (١٣) فيها الخلق ، وذلك بين النّفختين.
وقال ـ عليه السّلام ـ أيضا : إنّ الرّوح مقيمة في مكانها ، و (١٤) روح المحسن في ضياء وفسحة ، وروح المسيء في ضيق وظلمة ، والبدن يصير ترابا. (الحديث).
__________________
(١) تفسير العياشي ٢ / ٢٤١ ، ح ١٠.
(٢) ليس في المصدر.
(٣) نفس المصدر والموضع ، ح ١١.
(٤) البصائر / ٤٨٣ ، ح ١٢.
(٥) من المصدر.
(٦) المصدر : لم تتعب.
(٧) المصدر : هو.
(٨) الاحتجاج ٢ / ٣٤٩ ـ ٣٥٠.
(٩) أي : دخولها.
(١٠) المصدر : لا ينقصها.
(١١) المصدر : زيادة «منه».
(١٢) المصدر : أفتتلاشى.
(١٣) كذا في المصدر. وفي النسخ : نسيت.
(١٤) ليس في المصدر.