٣٥٣ ـ أبلغ النّعمان عنّي مألكا |
|
أنّه قد طال حبسي وانتظاري (١) |
فأصل ملك : مألك ، ثم قلبت العين إلى موضع «الفاء» ، و «الفاء» إلى موضع «العين» على وزن «معفل» ثم نقلت حركة «الهمزة» إلى «اللام» ، وحذفت «الهمزة» تخفيفا ، فيكون وزن ملك : «معلا» بحذف الفاء.
ومنهم من قال : هو مشتقّ من «لأك» أي : أرسل أيضا ، ففاؤه لام ، وعينه همزة ، ثم نقلت حركة الهمزة ، وحذفت كما تقدّم ، ويدلّ على ذلك أنه قد نطق بهذا الأصل قال : [الطويل]
٣٥٤ ـ فلست لإنسيّ ولكن لملأك |
|
تنزّل من جوّ السّماء يصوب (٢) |
ثم جاء الجمع على الأصل ، فردّت الهمزة على كلا القولين ، فوزن «ملائكة» على هذا القول «مفاعلة» ، وعلى القول الذي قبله «معافلة» بالقلب.
وقيل : هو مشتقّ من : «لاكه ـ يلوكه» إذا «أداره ـ يديره» ؛ لأن الملك يدير الرسالة في فيه ، فأصل ملك : ملوك ، فنقلت حركة «الواو» إلى «اللام» الساكنة قبلها ، فتحرك حرف العلّة ، وانفتح ما قبله فقلب «ألفا» ، فصار : ملاكا مثل : «مقام» ، ثم حذفت الألف تخفيفا ، فوزنه : «مفل» بحذف العين ، وأصل «ملائكة» : «ملاوكة» ، فقلبت «الواو همزة» ، ولكن شرط قلب الواو والياء همزة بعد ألف مفاعل أن تكون زائدة نحو : «عجائز» و «رسائل» ، على أنه قد جاء ذلك في الأصل قليلا قالوا : «مصائب» ومنائر» ، وقرىء شاذّا : معائش [الأعراف : ١٠] بالهمز ، فهذه خمسة أقوال.
السّادس : قال النضر بن شميل (٣) : لا اشتقاق ل «الملك» عند العرب «والهاء» في «ملائكة» لتأنيث الجمع ، نحو : «صلادمة».
وقيل : للمبالغة ك «علّامة» و «نسّابة» ، وليس بشيء ، وقد تحذف هذه الهاء شذوذا ؛ قال الشاعر : [الطويل]
٣٥٥ ـ أبا خالد صلّت عليك الملائك (٤)
__________________
(١) البيت لعدي بن زيد ينظر ديوانه : ص ٩٣ ، خزانة الأدب : ٨ / ٥١٣ ، الاشتقاق : ص ٢٦ ، والأغاني : ٢ / ٩٤ ، شرح شواهد المغني : ٢ / ٦٥٨ ، الشعر والشعراء : ١ / ٢٣٥ ، والمنصف : ٢ / ١٠٤ ، جمهرة اللغة ص ٩٨٢ ، الممتع في التصريف : ١ / ١١٩ ، المحتسب : ١ / ٤٤ ، مجمع البيان : ١ / ١٥٩ ، الزجاج : ١ / ٨٠ ، القرطبي : ١ / ٢٦٢ ، الطبري : ١ / ٤٢٦ ، الدر المصون : ١ / ١٧٥.
(٢) تقدم.
(٣) النضر بن شميل بن خرشة بن يزيد المازني التميمي ، أبو الحسن : أحد الأعلام بمعرفة أيام العرب ورواية الحديث وفقه اللغة ، ولد ب «مرو» (من بلاد خراسان) سنة ١٢٢ ه. من مصنفاته : «الصفات» كبير ، في صفات الإنسان والبيوت والجبال والإبل والغنم والطير والكواكب والزروع ، و «كتاب السلاح» و «المعاني» و «غريب الحديث» و «الأنواء». وتوفي ب «مرو» سنة ٢٠٣ ه.
ينظر الأعلام : ٣٣٨ ، وفيات الأعيان : ٢ / ١٦١ ، غاية النهاية : ٢ / ٣٤١.
(٤) لم نهتد إلى قائله ولا إلى تمامه ، وينظر المنصف : ٢ / ١٠٣ ، والبحر المحيط : ١ / ٢٨٤ ، الدرر : (١ / ٢٥١) ، الدر المصون : (١ / ١٧٦).