وأهم أعماله : محاولاته المتكررة لغزو «رودس» والتي انتهت بالصلح مع الاسبتارية في رودس ، بعد أن تعهدوا بعدم العدوان على السفن والمتاجر الإسلامية.
وقد قضى جقمق على ثورتين قامتا في بداية حكمه : الأولى : قام بها الأمير قرقماس الشعباني الناصري ، والثانية : قام بها أنيال الحكمي نائب دمشق.
كما قضى على ثورة العبيد السود في «الجيزة» ، وفرقهم بالبيع من بلاد العثمانيين وأما السلطان جقمق فقد تنازل عند مرض موته عن السلطة لابنه عثمان الذي عزل بالسلطان رانيال. فكانت مدة حكم جقمق أربع عشرة سنة وشهور (١).
٥ ـ الأشرف أنيال :
العلائي ، الناصري ، الجركسي ، سيف الدين أبو النصر ، وقد تسلطن سنة ٨٥٧ ه والذي تولى بعده ابنه أحمد سنة ٨٦٥ ه ، ثم خلع بالظاهر خشقدم والذي تسلطن مدة ست سنين وشهور من سنة ٨٦٥ ه إلى سنة ٨٧٢ ه.
ومع أن خشقدم كان محبا للخير وحسن السيرة إلا أنه كان يغض الطرف عن فساد مماليكه ، واعتدائهم على الناس (٢).
٦ ـ الأشرف قايتباي :
المحمودي ، الظاهري ، الجركسي ، الملك الأشرف ، سيف الدين ، أبو النصر ، وهو خيار طائفة السلاطين المماليك ، ومن أبرز سلاطينهم الجراكسة ، حكم مدة تسعة وعشرين عاما ، وقد تسلطن سنة ٨٧٢ ه.
وقد وصفه ابن إياس بأنه كان : «وافر العقل سديد الرأي ، عارفا بأحوال المملكة ، يضع الأشياء في محلها ، موصوفا بالشجاعة ، عارفا بأنواع الفروسية ..» (٣).
«وهو الذي أنشأ برج المنار الحافل الهائل بميناء الإسكندرية ، وأنشأ القبة المعظمة والمقصورة الحديد المسبك الحافلة على قبر النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ورخم مسجده ـ عليهالسلام ـ وجدد عمارة الجامع الأموي ب «دمشق» بعد حريقه ... ، وجدد إيوان القلعة ، وأنشأ آثارا عظاما ، ما بين مدارس وجوامع ومساجد ..» (٤).
وقد حدث في عصره فتنة هائلة هي فتنة شاه سوار ذي الغادر (٥) ، والتي انتهت بقتل سوار وإخوته ، وشنقهم على باب زويلة.
__________________
(١) ينظر : المقريزي : السلوك ٤ / ١٨٦ ، وابن تغري بردي : النجوم الزاهرة ١٥ / ٤٥٤ ، وابن إياس : بدائع الزهور : ٢ / ٢٩٩ ، والسخاوي : الضوء اللامع ٣ / ٧٤.
(٢) ينظر : المقريزي : خطط الشام ٢ / ١٩٠ ، وابن تغري بردي : النجوم الزاهرة ١٦ / ٣٠٩ ، وابن إياس : بدائع الزهور ٢ / ٤٥٥.
(٣) بدائع الزهور ٣ / ٣٢٥.
(٤) ينظر : عبد الباسط الحنفي : نزهة الأساطين ص ١٤٣ وما بعدها.
(٥) ينظر في ترجمته : الضوء اللامع للسخاوي : ٣ / ٢٧٤ وما بعدها.