وهكذا يتحوّل الحضور الرسالي النبويّ إلى موقف للشهادة الحيّة المنفتحة على الواقع كله ، والمسؤولة عن تقديم التقرير الكامل عنه إلى الله ، (وَمُبَشِّراً) يبشر المؤمنين بالجنة إذا حركوا العمل الصالح في خط الإيمان ، (وَنَذِيراً) ينذرهم بعذاب الله ، وذلك (لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ) أيها الناس في ما يقدّمه إليكم من دلائل الإيمان بالله وبيّنات الهدى (وَرَسُولِهِ) في ما يعرّفكم من مواقع الصدق في دعوته ، (وَتُعَزِّرُوهُ) أي تنصروه ، على أساس أن التعزير يحمل معنى النصر ، (وَتُوَقِّرُوهُ) أي تعظّموه ، (وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) لتعبّروا ـ بالتسبيح ـ عن إحساسكم الداخلي بكل مواقع عظمته ، ليكون التسبيح بداية اليوم الذي تستقبلونه ، وبداية الليل الذي تلتقون به.
* * *