وبقاءها ، ليست خاضعة للظروف الطارئة والتغيرات التي تحدث للزمان والمكان ، بل هي ثابتة من ثوابت التقدير الإلهي في نظام الكون كله.
(وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ) ، فقد استطاع المسلمون السيطرة على مكة عسكريا وفرض قوّتهم على كل مواقعها ، وكانت قريش وأحلافها في موقف المواجهة للنبي ومن معه ، مما جعل وقوع الحرب أمرا واردا في أيّة لحظة ، ليسقط المزيد من القتلى والجرحى هنا وهناك. ولكن الله أراد أن يكفّ كل طرف عن الآخر في هذه المرحلة ، التي قد لا تكون للحرب فيها مصلحة لأي من الطرفين ، لا سيّما بالنسبة للمسلمين ، الذين كانوا يتطلعون إلى فتح مكة دون قتال.
(وَكانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً) فجعلكم في موضع رعايته وعنايته ، وأعطاكم من فضله الكثير ، ممّا هيّأ لكم أمره ، ومهّد لكم فعله.
* * *