أجواء ، السورة وتسميتها
لعلاقة المسلم بالله ورسوله آداب في الإسلام يفترض بالمسلم احترامها عند مخاطبتهما ، كما أنّ هناك آدابا لعلاقة المسلم بالآخرين تلزمه باحترام أسرارهم وخفاياهم وعيوبهم وأوضاعهم ، بحيث لا ينفذ إليها إلّا بإذن إلهيّ ، أو بإذن أصحابها أنفسهم ، ولا يذكر من تلك الخفايا إلا ما كان فيه خير للمسلم ، ويمتنع عن الحكم عليهم حتى عند ما يسمع بوقوعهم في المعصية ، إذ يتوجب عليه التثبت من شخصية المخبر وطبيعة الخبر قبل إصدار الحكم ، كما يتوجب على المسلم أن لا يسخر من أحد مهما كانت دوافع السخرية ... وعلى المسلمين أن يعيشوا الانفتاح على التنوّع البشري في ما قسّم الله الناس إليه من شعوب وقبائل ، ليكون ذلك أساسا للتعارف والتفاعل ، بدلا من أن يكون أساسا للعصبية والتنابذ ... وأن يؤكدوا الإيمان كعمق للإسلام الذي ينتمي إليه المسلمون الذين يرون في الإسلام نعمة من الله عليهم ، لا منّة منهم على رسوله.
وهكذا أراد الله بهذه السورة أن يركز قواعد الاستقرار ـ عمليا ـ في حياة المسلم ، من خلال المبادئ الأخلاقية التي تحكم الواقع ، وتتحرك ضمنها العلاقات ، وتتأسّس عليها المواقف ، وتخضع لها الأحكام والانطباعات عن الأشياء والأشخاص.