العلاقات وتتحرك على أساسه مشاريعها العامة والخاصة ، بحيث تصبح الخصوصيات فاصلا يفصل كل فئة عن الناس الذين لا يشاركونها فيها.
إن الخصوصيات الإنسانية تمثل حالة ذاتية ككل حالات الإنسان الذاتية الأخرى التي يتعامل معها من منطق الاعتراف بها كحقيقة موضوعية في وجوده ، ولكنها لا تمثل ميزانا للتقييم تخضع له حركة الإنسان في علاقاته ومعاملاته وأوضاعه العامة ، فميزان التقييم الحقيقي هو العمل الذي يمثل خط حياة الإنسان في كل شؤونه. وهكذا ، فإنّ الخصوصيات تمثل إطار الشخصية ، ولكن الصورة التي توضع داخل الإطار هي مقياس القيمة ، ولعلّ أبلغ تعبير عن هذه الفكرة ، ما ورد في الحديث عن الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليهالسلام حول العصبية قال إن «العصبية التي يأثم عليها صاحبها أن يرى الرجل شرار قومه خيرا من خيار قوم آخرين ، وليس من العصبية أن يحب الرجل قومه ، ولكن من العصبية أن يعين قومه على الظلم» (١).
وإذا كانت الآية تعتبر التعارف عنوانا لتأكيد التنوع في خصوصياته ، فإن معناها هو أن الخصوصيات تفرض نفسها على ساحة العلاقات في الواقع ، ليعيش الجميع بعد ذلك ، أو من خلال ذلك ، في دائرة التقوى التي تتجاوز الخصوصية في واقعيتها إلى القيمة في حركتها الإيمانية.
* * *
__________________
(١) الكافي ، ج : ٢ ، ص : ٣٠٨ ، رواية : ٧.