وهذا ما نريد أن يستوحيه المسلم في كل واقعه الحركي ، وهو الحصول على الأمن الذي يطرد عنه الخوف والحزن في يوم القيامة ، فيلتزم بالإسلام كله في عقيدته وفي شريعته ، ويبتعد عن كل العناوين والأضاليل والأساليب والوسائل التي لا تقترب من الخط الأصيل للإسلام ، بحيث يراعي الدقة في حكمه على الخطوط الملتوية أو المنحرفة أو الضائعة التي تتحرك من حوله ، ليعيش صفاء الإسلام ، ونقاء الإيمان ، واستقامة التصوّر والمنهج والحركة ، ليكون من هذه الصفوة المؤمنة الطاهرة القريبة من رحاب الله في رضوانه.
وأولئك (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) لأنهم أخذوا بأسباب الأمن ، وانفتحوا على مواقع السرور في ما أعدّوه لذلك من مواقف الدنيا وأوضاعها ووسائلها ، و (أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) من الطاعات في نطاق الأعمال الصالحة التي يرضاها الله.
* * *