(أَزِفَتِ الْآزِفَةُ) أي اقتربت القيامة القريبة التي يراها الناس بعيدة ، (لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ كاشِفَةٌ) فهو ـ وحده ـ الذي يملك كشف أهوالها ومخاوفها ، لأنه الذي يهيمن على أمر الدنيا والآخرة.
(أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ) وتستنكرون حقائقه ، (وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ* وَأَنْتُمْ سامِدُونَ) فتسخرون من الرسول والرسالة والدار الآخرة ، ويثير فيكم ذلك الضحك استخفافا بما تسمعون ، بدلا من أن يحثكم على الالتجاء إلى الله ، والرجوع إليه ، والخضوع لعظمته والانفتاح على مواقع القرب منه في عبادته ، عند ما تعرفون أنه ـ وحده ـ الإله المعبود.
(فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا) فهذه هي الحقيقة العبادية التي تلتقي بالحقيقة الإيمانية الإلهية ، لتكون الحياة كلها سجودا لله في الفكر والعمل ، وعبادة له في كل جوانب الحياة.
* * *