إليهم ، وعاقبناهم على ذلك وقلنا لهم : (فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ) الذي جادلتم فيه ، وأثرتم الشكوك حوله.
(وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ) لم يزل عنهم حتى قضى عليهم جميعا (فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ) وهذا هو النداء الأخير الذي واجههم في حالة العذاب .. وانطلق القرآن ليثير المسألة من جديد أمام الأجيال القادمة من بعدهم ، ليعتبروا في ما يريدون أن يأخذوا به أو يتركوه : (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) يستجيب لنداء الذكر في الخط العملي ويبتعد عن نهج هؤلاء في الحياة؟!
(وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ) عند ما جاءهم موسى وهارون باسم كل الرسالات والرسل ليعبدوا الله وحده ، وليكفّوا عن ظلم المستضعفين (كَذَّبُوا بِآياتِنا كُلِّها) التي قدمها إليهم موسى من إلقاء العصا ، واليد البيضاء ، (فَأَخَذْناهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ) لا يغلبه أحد ، وغرقوا في البحر ، فلم يبق منهم أحد ، وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا.
* * *