الْهُونِ) الذي تعيشون فيه عذاب الإحساس بالمهانة والحقارة والسقوط ، كما تعيشون فيه عذاب النار التي تحرق أجسادكم (بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِ) بكل ما يمثله الاستكبار من إذلال للناس المستضعفين ، وبغي عليهم ، ومصادرة لحقوقهم وأموالهم ، واستغلال لطاقاتهم دون حق ، وانحراف بهم نحو الباطل في العقيدة والسلوك ، مما لا تملكون الحق فيه من أيّة جهة كانت ، لأنكم لا تختزنون في داخلكم القوّة الذاتية الكبيرة ، التي تمنحكم الكبرياء الأصيلة ، كما أن الله لم يجعل لكم ذلك ، فلم يسلّطكم على عباده ، ولم يرفع طبقتكم على الناس الآخرين ، بل لم يسلطكم على أنفسكم ، وما تملكون من متاع الحياة الدنيا إلا بحدود ما حدّده لكم في أحكام شريعته.
(وَبِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ) في أوضاعكم المعربدة المستهترة ، وفي تصرفاتكم الظالمة الباغية ، وفي علاقاتكم المفتوحة على مواقع الخلاعة والمجون ، فهذا هو الجزاء العادل لما عشتموه من استكبار وفسق في الحياة ، حيث تنعكس صورة الأشياء في الآخرة ، وتعيشون واقع المهانة والحقارة بكل ألوان الألم والإذلال.
* * *