مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ) بعوامل التغيير ، لأنه غير خاضع للفساد في نفسه ، (وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ) أي لذيذ لهم ، دون أن يكون فيها ما يسيء إلى توازن الإنسان في عقله وفي حسّه ، (وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى) خالص من كل الشوائب التي قد يحتويها العسل عادة من الشمع والرغوة والقذى ونحو ذلك ، (وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ) التي يشتهونها ويستلذونها من جميع الأصناف ، (وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ) بما توحيه من رحمة ومحبة ورضوان ، مما يجعل أهل الجنة في جوّ من المتعة الحسيّة والروحية. فهل ترى أن هؤلاء الذين يعيشون في نعيم الجنة ورضوان الله ، (كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ) من أولئك الذين كفروا بالله فأنزل عليهم عذابه (وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ) لشدة حرارته التي تقطّع الأمعاء وتلهب الجسد؟!
* * *