فدعا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الناس إلى البيعة ، فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة ، فكان الناس يقولون : بايعهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على الموت ، وكان جابر بن عبد الله يقول : إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يبايعنا على الموت ، بل بايعنا على أن لا نفرّ. فبايع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الناس ، ولم يتخلف عنه أحد من المسلمين حضرها ، إلا الجد بن قيس ، أخو بني سلمة ، فكان جابر بن عبد الله يقول : والله لكأني أنظر إليه لاصقا بإبط ناقته ، قد ضبأ إليها (١) يستتر بها من الناس. ثم أتى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن الذي ذكر من أمر عثمان باطل ...
... قال ابن إسحاق : قال الزهري : ثم بعثت قريش سهيل بن عمرو ، أخا بني عامر بن لؤي ، إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقالوا له : ائت محمدا فصالحه ، ولا يكن في صلحه إلا أن يرجع عنا عامه هذا ، فوالله لا تحدّث العرب عنا أنه دخلها علينا عنوة أبدا. فأتاه سهيل بن عمرو ، فلما رآه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مقبلا ، قال : قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل. فلما انتهى سهيل بن عمرو إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، تكلّم فأطال الكلام ، وتراجعا ، ثم جرى بينهما الصلح ...
... قال : ثم دعا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم علي بن أبي طالب رضوان الله عليه ، فقال : اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ، قال : فقال سهيل : لا أعرف هذا ، ولكن اكتب : باسمك اللهم ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : اكتب : باسمك اللهم ، فكتبها ، ثم قال : اكتب : هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو ، قال : فقال سهيل : لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك ، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك ، قال : فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : اكتب : هذا ما صالح عليه محمد بن عبدالله سهيل بن عمرو ، اصطلحا على وضع الحرب عن الناس عشر سنين ، يأمن فيهن الناس ، ويكف بعضهم عن بعض ، على أنه من أتى محمدا من قريش بغير إذن وليّه ردّه عليه ، ومن جاء قريشا ممن مع محمد لم يردّوه عليه ، وإن
__________________
(١) ضبأ إليها : لصق بها واستتر.