من علماء أهل السنّة اتّفقوا على تواتر القراءات السبع (١) ، واختلفوا في قراءة الثلاثة الزوائد على السبعة ، وهم : أبو جعفر ويعقوب ، وخلف في اختياره (٢) ، واتّفقوا على شذوذ قراءة من زاد على العشرة (٣) ويفهم من كلام بعض علماء أهل السنّة عدم التواتر سواء أكانت القراءة من السبعة أم عمن هو أكبر منهم ، قال ابن الجزري (ت ٨٣٣ ه) : كلّ قراءة وافقت العربية ولو بوجه ، ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا ، وصحّ سندها فهي القراءة الصحيحة الّتي لا يجوز ردّها ، ولا يحلّ إنكارها بل هي من الأحرف السبعة الّتي نزل بها القرآن ، ووجب على الناس قبولها سواء أكانت عن الأئمّة السبعة أم عن العشرة أم عن غيرهم من الأئمّة المقبولين ، ومتى اختلّ ركن من هذه الأركان الثلاثة اطلق عليها ضعيفة ، أو شاذّة أو باطلة سواء كانت عن السبعة أم عمن هو أكبر منهم» (٤).
__________________
(١) القراء السبعة هم :
ـ ابن عامر ، أبو عمران عبد الله بن عامر ، إمام أهل الشام (ت ١١٨ ه).
ـ ابن كثير ، عبد الله بن عمرو بن عبد الله ، من قراء مكّة (ت ١٢٠ ه).
ـ عاصم ، أبو بكر بن أبي النجود ، (ت ١٢٧ ه) على الأرجح.
ـ أبو عمرو بن العلاء ، زبان بن العلاء بن عمّار ، كان إمام البصرة (ت ١٥٤ ه).
ـ حمزة ، حمزة بن حبيب الزيّات ، يكنّى بأبي عمارة (ت ١٥٦ ه).
ـ نافع ، نافع بن أبي النعيم المدني ، انتهت إليه رياسة القراءة بالمدينة (ت ١٦٩ ه).
ـ الكسائي ، عليّ بن حمزة بن عبد الله ، انتهت إليه رياسة الاقراء بالكوفة بعد حمزة الزيّات (ت ١٨٩ ه).
ينظر الغاية في طبقات القرّاء ، ١ : ٤٢٤ ، ١ : ٤٤٣ ، ١ / ٣٤٦ ـ ٣٤٩ ، ١ : ٢٦٣ و ٣٣٠ ، ١٥ : ٥٣٥ ، ولطائف الإشارات ، ١ ـ ٩٨ : ٩٩ ، وكتاب السبعة في القراءات : ٥٣ ، وما بعدها ، ومعجم القراءات القرآنية ، ١ ـ ٨١ : ٨٩.
(٢) أبو جعفر يزيد بن القعقاع المخزومي تابعي مشهور (ت ١٣٠ ه) على الأصح.
أبو محمّد يعقوب بن إسحاق الحضرمي البصري إمام اهل البصرة (ت ٢٠٥ ه).
أبو محمّد خلف بن هشام (ت ٢٢٩ ه).
ينظر الغاية في طبقات القرّاء ، ٢ : ٢٨٢ ، ٢ : ٣٨٦ ، ١ : ٢٧٦ ولطائف الإشارات ، ١ ـ ٩٧ : ٩٨ ، ومعجم القراءات القرآنية ، ١ ـ ٩٢ : ٩٣.
(٣) اتحاف فضلاء البشر : ٩.
(٤) النشر في القراءات العشر ، ١ : ٩.