لكسب السعادة في العقبى ، كما بيّن الطريق الذي لا بد من سلوكه ليوصلنا إليه عزوجل ، وهو الإيمان به تعالى واللجوء إليه والصبر والإنفاق والتوبة والإنابة ، ثم الصدق في جميع ذلك والخضوع لديه عزوجل.
التفسير
قوله تعالى : (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ).
مادة (زين) من المواد الكثيرة الاستعمال في القرآن الكريم بهيئات شتّى ، قال تعالى : (وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ) [سورة فصلت ، الآية : ١٢] ، وقال تعالى : (حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ) [سورة يونس ، الآية : ٢٤] ، وقال تعالى : (فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ) [سورة القصص ، الآية : ٧٩] ، وفي حديث الاستسقاء : «اللهم أنزل علينا في أرضنا زينتها» ، أي نباتها الذي يزيّنها.
والزينة من الأمور الإضافية المختلفة بحسب اختلاف العادات والأعصار والأمصار ، وأنها من الجماليّات التي يكون حسنها ممدوح وجذاب للنفوس ، بل إن بعض مراتبها ممّا يدرك بالحسّ ، ولا يمكن وصفها باللفظ ، والزينة الحقيقيّة هي ما لا يشين الإنسان في شيء من أحواله ، لا في الدنيا ولا في الآخرة ، وغيرها ممّا يوجب الشين في حالة دون اخرى ، فهي زينة بالوجه والاعتبار ، وليست هي حقيقيّة على الإطلاق.
والزينة على أقسام ثلاثة : زينة نفسانيّة ، كالعلم والاعتقادات الحسنة والكمالات النفسانية المقرّرة في الشريعة ، وزينة بدنيّة جسمانيّة ، كالشمائل الظاهريّة الحسنة ، قال علي عليهالسلام : «زينة المرء حسن أدبه ، وجمال الرجال في عقولهم ، وعقول النساء في جمالهن» ، وزينة خارجيّة كالمال والبنين والاعتبار. وقد ذكر تعالى جميع ذلك في مواضع من القرآن الكريم.
فتارة : نسبها إلى نفسه عزوجل ، قال تعالى : (وَلكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ