مواهب الرحمن في تفسير القرآن [ ج ٥ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في مواهب الرحمن في تفسير القرآن

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

تعالى ، قال جلّ شأنه : (تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً) [سورة الإسراء ، الآية : ٤٤].

وخروج الحي من الميت وبالعكس لهما مظاهر مختلفة ، لا يمكن إدراكها إلّا لله تعالى ..

منها : خروج النباتات التي لها حياة نباتيّة من الأرض الميتة.

ومنها : خروج الإنسان من النطفة ثم موته بعد مدة.

ومنها : خروج المؤمن من صلب الكافر ، وخروج الكافر من صلب المؤمن ، فإن الإيمان أعظم أقسام الحياة المعنويّة ، قال تعالى : (أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْكافِرِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) [سورة الأنعام ، الآية : ١٢٢].

وعموم هذه الآية الشريفة يشمل جميع ما سواه تعالى ممّن له استعداد الحياة والموت بأي وجه يتصوّر ، وما ذكره المفسّرون في تفسير الآية المباركة من باب ذكر المصاديق.

قوله تعالى : (وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ).

الجملة في مقام التعليل أيضا ، أي : أن إعطاءه الملك والعزّة والخير من صغريات رزقه الذي يرزق به من يشاء بغير حساب في الكميّة أو الكيفيّة وعدم المداقة ، بل من كلّ جهة.

والرزق هو العطاء المستمر ، ومن أسمائه تعالى : «الرازق» ، وهو الذي خلق الأرزاق وأعطاها الخلائق وأوصلها إليهم.

والرزق نوعان ظاهري للأبدان كالأقوات ، وباطني للقلوب والنفوس كالمعارف والعلوم ، فكما أنه يشمل المال والجمال والكمال ، وكلّ ما هو دائر في الاجتماع من الخير ، فهو رزق منه جلّ شأنه.

ولا يختصّ الرزق بالإنسان ، بل يشمل الحيوان والنبات والجماد ، فإن الرزق