واستمر حصار حصن الصعب بن معاذ ثلاث ايام ، فكان حصنا منيعا. فبينا هم محاصرون الحصن اذ خرج منه عشرون أو ثلاثون حمارا لم يقدر اليهود على ادخالها ، فأخذها المسلمون وهم جياع فذبحوها وأوقدوا النيران وطبخوا لحومها في القدور. ومرّ بهم رسول الله وهم على تلك الحال ، فسأل عن ذلك فاخبر الخبر ، فأمر مناديا فنادى فيهم : إنّ رسول الله ينهاكم عن الحمر الإنسية ... وعن كل ذي ناب ومخلب فكفوا القدور (١).
__________________
ـ انما قتله سلاحه. فاخبر ابن اخيه سلمة بن سنان الاكوع رسول الله وسأله عن ذلك فقال رسول الله : إنه لشهيد ، وصلى عليه ، فصلى عليه المسلمون معه. وروى معناه الطبرسي في مجمع البيان ٩ : ١٨١ ، ١٨٢.
(١) مغازي الواقدي ٢ : ٦٦٠ ، ٦٦١ وفيه : وعن متعة النساء! هكذا بلا مناسبة. وقد يناسب البحث هنا عن نكاح المتعة تأريخيا ، ولكن المسألة أقرب الى البحث الفقهي منه الى التأريخ والسيرة ، وقد أوسع العلماء الفقهاء المسألة دراسة وبحثا فنوكل ذلك إليهم في كتب عديدة منها : أصل الشيعة واصولها للامام الشيخ كاشف الغطاء. وأجوبة مسائل موسى جار الله للامام السيد عبد الحسين شرف الدين. والمتعة وأثرها في الاصلاح الاجتماعي للمحامي الدكتور توفيق الفكيكي. والزواج الموقت للسيد جعفر مرتضى العاملي. ومع الخطيب في خطوطه العريضة للشيخ الصافي. ونكاح المتعة بين السنة والبدعة للسيد مرتضى الموسوي الأردبيلي.
اما عن الحمر الأهلية ففي وسائل الشيعة باب فيه عشرة أخبار في كراهتها ٢٤ : ١١٧ ـ ١٢٠. وفي مستدركه باب فيه ثلاثة أحاديث ١٦ : ٧٧٤ منها عن أبي الجارود قال سمعت الباقر عليهالسلام يقول : ان المسلمين كانوا جهدوا في خيبر فأسرع المسلمون في دوابهم (هكذا) فأمر رسول الله باكفاء القدور ولم يقل انها حرام ، وكان ذلك ابقاء على الدواب ٢٤ : ١١٨. وعن أبي بصير قال : سمعت الباقر عليهالسلام يقول : إن الناس اكلوا لحوم دوابّهم يوم خيبر ، فأمر رسول الله باكفاء القدور ونهاهم عن ذلك ، ولم يحرّمها ١٦ : ١٧٤.