وروى عن أمّ عمارة قال : ذبح بنو مازن بن النجار بخيبر فرسين فكنا نأكل منهما قبل أن يفتح حصن الصعب بن معاذ.
وروى بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري (١) قال : ذبح المسلمون خيلا من خيلهم قبل ان يفتح حصن الصعب بن معاذ.
وروى عنه أيضا قال : غزا بنا الحباب بن المنذر بن الجموح ومعه رايتنا وتبعه المسلمون الى حصن الصعب بن معاذ ... وأقمنا عليه يومين نقاتلهم أشد القتال. فلما كان اليوم الثالث ، بكر رسول الله عليهم ، فخرج رجل من اليهود كأنه دقل (السفينة من الطول) وفي يده حربة وخرج جماعة يعدون معه ، فأمطرونا ساعة بالنبل مثل الجراد حتى ظننت أن لا يقلعوا ، وترّسنا عن رسول الله. ثم حملوا علينا حملة رجل واحد ، فانكشف المسلمون حتى انتهوا الى رسول الله وهو واقف قد نزل عن فرسه ، ومولاه مدعم (الاسود) ممسك بزمام فرسه. وثبت الحباب برايتنا والله ما يزول ، يراميهم على فرسه.
وندب رسول الله المسلمين وحضّهم على الجهاد ورغّبهم فيه ، وأخبرهم أنّ الله قد وعده خيبر يغنمه اياها! فأقبل الناس حتى عادوا الى صاحب رايتهم ، فزحف بهم الحباب ، فلم يزل يدنو قليلا قليلا ، وترجع اليهود على ادبارها ، حتى لحمها الشرّ فانكشفوا سراعا ، ودخلوا الحصن وغلّقوا عليهم ، ووافوا على جدره ـ وله جدر دون جدر ـ فجعلوا يرموننا بالجنادل رميا كثيرا ، حتى نحّونا عن حصنهم بوقع الحجارة حتى رجعنا الى الموضع الاول.
ثم خرج اليهود مستميتين .. ورجعنا إليهم فاقتتلنا على باب الحصن أشد
__________________
(١) وروى ابن اسحاق في السيرة ٣ : ٣٤٥ بسنده عن جابر وقال ـ ولم يشهد جابر خيبر ـ إن رسول الله حين نهى الناس عن لحوم الحمر أذن لهم في اكل لحوم الخيل. والواقدي في الخبر التالي ينص على حضوره ، ولكنه نص على تخلفه عن خيبر في ٦٨٤.