اغتسل رجع غَسله ـ بالفتح ـ أي ماء الغسل ؛ فلولا أنّ رجوع الماء مضرّ لما كان لخوفه فائدة .
وأمره عليهالسلام بنضح ما ذكره ، قد اختلفت فيه الآراء . .
فقيل : إنّ متعلق النضح الأرض ، والحكمة اجتماع أجزائها ، فيمنع سرعة انحدار ما ينفصل عن البدن إلىٰ الماء (١) .
وقيل : إنّ متعلقه بدن المغتسِل ، والمقصود بلّه ، لتعجيل (٢) الاغتسال قبل انحدار المنفصل عنه ، وعوده إلىٰ الماء إلىٰ الوهدة (٣) .
ويحكىٰ عن ابن إدريس إنكار الأوّل ، محتجّاً بأنّ اشتداد الأرض بالرشّ يوجب إسراع نزول الماء إلىٰ الوهدة (٤) ؛ والحقّ أنّ الأرضين مختلفة في ذلك .
أمّا الوجه الثاني : فهو يشعر بأنّ ما يتقاطر من البدن عن بعض الأعضاء يتحقق به الغسالة ؛ وإشكاله واضح ، والأخبار المعتبرة تدفع ذلك ، وقد أوضحنا الحال في حاشية الفقيه .
والذي يقال هنا : إنّ ظاهر النص إقرار السائل ، وأنّ خوفه يندفع بما ذكر ، وكأنّ الوجه الأول له قرب إلىٰ ذلك ، غير أنّ الأخبار الدالة علىٰ عدم صيرورة الماء مستعملاً بالتقاطر من الأعضاء توجب حمل الخبر علىٰ الاستحباب .
فمن الأخبار : صحيح الفضيل ، قال : سئل أبو عبد الله عليهالسلام عن الجنب
__________________
(١) انظر البيان : ١٠٤ .
(٢) في « فض » : ليعجل ، وفي « د » : ليتعجل .
(٣) حكاه عن الصهرشتي في المعتبر ١ : ٨٨ وانظر الذكرىٰ ١ : ١٠٣ .
(٤) السرائر ١ : ٩٤ .