ثمّ أنتم توثّقون الفريقين جميعا وتقبلون منهم الاحاديث لأنّ هذا ممّا تهوونه (١) فاذا أتاكم عن بعض من (٢) تروون عنه خلاف لهواكم فيما (٣) يشاكل (٤) هذا الباب ممّا (٥) يحلّله بعضكم ويحرّمه بعضكم نظرتم الى هواكم ؛ فان كان هواكم مائلا الى التّحريم حرّمتموه وزيّفتم من حلّله ، وان كان هواكم مائلا الى التّحليل حلّلتموه وزيّفتم من حرّمه ، فأنتم فقهاء أنفسكم انّما تأخذون من الفقهاء ما تهوون وتدعون من فقههم ما تكرهون فهذا أيضا من أعاجيبكم الّتي لا تنقضى كثرة (٦).
ثمّ قلتم فى السّارق : انّه لا يقطع فى أقلّ من عشرة دراهم ، وهذه الدّراهم انّما حدثت فى زمن الحجّاج ، وانّما كانت قبل ذلك وعلى عهد رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ مثاقيل ، ثمّ تروون عن النّبيّ (ص) أنّه قطع فى مجنّ قيمته ثلاثة دراهم فأنتم تحكمون برأيكم بلا كتاب ولا سنّة الاّ بما قبلتم من قول الخرّاصين.
وأجمعتم (٧) على أنّ قطع اليدين من الرّسغ (٨) بلا كتاب ولا سنّة وكان عليّ بن أبى طالب ـ عليهالسلام ـ يقطع السّارق من وسط الكفّ ويترك الزّاحة والابهام ، وكذلك أجمعتم (٩) على قطع الرّجل من المفصل وكان عليّ (ع) يقطع من وسطها و
__________________
(١) هو من هويه ( كعلم ) ويهواه اذا أحبه ومنه قول العباس بن الاحنف :
« أسرب القطا هل من يعير جناحه |
|
لعلى الى من قد هويت أطير » |
ومنه قول ابن أبى الحديد فى عينيته المشهورة فى وصف أمير المؤمنين عليهالسلام :
« ورأيت دين الاعتزال واننى |
|
أهوى لاجلك كل من يتشيع » |
(٢) غير ح : « عن بعض ما ».
(٣) غير ح : « ما ».
(٤) ح : « شاكل ».
(٥) غير ح : « عما ».
(٦) ح : « كثرتها ».
(٧) فى النسخ : « واجتمعتم ».
(٨) س مج مث : « من الرصغ » ( بالصاد المهملة ) قال ابن الاثير فى النهاية : « فيه : ان كمه كان الى رصغه ؛ هى لغة فى الرسغ وهو مفصل ما بين الكف والساعد ».
(٩) فى النسخ : « اجتمعتم ».