مَكانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ ) ؛ الآية (١) والقنطار الدية (٢) وهو أكثر من أربعمائة درهم فقال عمر : كلّ أحد أفقه من عمر ثمّ عاد الى المنبر فخطب فقال : أيّها النّاس انّى كنت نهيت ان يتزوّج الرّجل على أكثر من أربعمائة درهم وانّ امرأة أفقه من عمر جاءتني فحاجتنى بكتاب الله فحجّت (٣) وفلجت (٤) وأنّ المهر ما تراضى به المسلمون (٥).
ورويتم أنّه أتى بقدامة بن مظعون (٦) وقد شرب الخمر فأمر بجلده فقال قدامة :
__________________
(١) آيتا ٢٠ و ٢١ من سورة النساء.
(٢) كذا فى الاصل.
(٣) أى « فحجتنى » اى غلبتنى فى الحجة ، ويمكن ان يكون الاصل : « فحججت » ( بصيغة المجهول وتاء المتكلم ) اى صرت محجوجا اى مغلوبا فى الحجة.
(٤) فى الاصل : « وأفلحت » فيمكن ان يكون مصحف « أفلجت » ( بالجيم وصيغة المجهول المؤنث ) أى حكمت لها بغلبتها على فى الحجة.
(٥) هذه القضية مما ثبت عند الفريقين وأطالوا البحث عنه فى كتب الحديث والكلام ولا سيما فى مبحث الامامة وجعل المجلسى هذا الامر فى ثامن البحار الطعن السادس من مطاعن عمر وخاض فى البحث عنه ونقل شيء من أقوال علماء العامة فى ذلك كابن أبى الحديد والفخر الرازى وغيرهما فمن أراد ان يراجع فليراجع ثامن البحار ( ص ٢٩٤ من طبعة أمين الضرب ) أقول : من أراد البحث عن ذلك مستوفى فليراجع تشييد المطاعن ص ٧٠٠ ـ ٨١٤.
(٦) قدامة بضم أوله والتخفيف كثمامة ومظعون بالظاء المعجمة على زنة مفعول صحابى معروف قال ابن الاثير فى اسد الغابة : « قدامة بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشى الجمحى يكنى أبا عمرو وقيل : أبو عمرو هو أخو عثمان بن مظعون وخال ـ حفصة وعبد الله ابنى عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنهم أجمعين ـ وكان تحته صفية بنت ـ الخطاب وهو من السابقين الى الاسلام ، هاجر الى الحبشة مع أخويه عثمان وعبد الله ابنى ـ مظعون ، وشهد بدرا وأحدا وسائر المشاهد مع رسول الله ـ صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ؛ قاله عروة وابن شهاب وموسى وابن اسحاق ( الى آخر الترجمة ) ».