[ حتّى لو أنّكم ان قلتم : لا يعرف الطّاعة من المعصية وادّعيتم على ذلك دونه (١) ] ونسبتموه الى القول بخلاف ما وصفه الله به بقوله (٢) : ( قُلْ إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هذا بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) (٣) وحتّى نسبتموه الى المعاصى وألزمتموه ذنوبا لم يأتها.
وحتّى نحلتم إبراهيم ـ عليهالسلام ـ الكذب فى قوله : ( بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا ) (٤) ؛ وما فعل (٥) شيئا فزعمتم أنّ هذا كذب والله عزّ وجلّ يقول : ( وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ ) (٦) فزعمتم أنّ حجّة الله كذب وقلتم : انّه قال : ( إِنِّي سَقِيمٌ ) (٧) ؛ ولم يكن سقيما ؛ فزعمتم أنّ هذا القول منه كذب وانّه كان منه طاعة.
__________________
(١) العبارة هكذا فى الاصل فهى مشوشة مغلوطة ؛ ولعل الاصل كان هكذا : « حتى لو أنكم قلتم : لا يعرف الطاعة من المعصية وادعيتم عليه ذلك لكان ذلك دونه » اى لكانت نسبة عدم المعرفة بالطاعة من المعصية إليه أهون وأيسر من استصغاركم لدلالاته واستحقاركم لهدايته.
(٢) فى الاصل : « فيه به بقوله ».
(٣) ذيل آية ٢٠٣ سورة الاعراف وصدرها : « واذا لم تأتهم بآية قالوا : لو لا اجتبيتها ».
(٤) من آية ٦٣ سورة الأنبياء وتمامها هكذا : « قال : ( بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ ) ».
(٥) فى الاصل : « وما فعلوا ».
(٦) صدر آية ٨٣ سورة الانعام وذيلها : ( إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ).
(٧) من آية ٨٩ سورة الصافات وتمامها : ( فَقالَ : إِنِّي سَقِيمٌ ).
أقول : قد تقدم منا فى ذيل قول المصنف (ره) : « ورووا أن ابراهيم الخليل ـ عليهالسلام ـ كذب ثلاث كذبات » نقل ما يدل على ذلك صريحا عن العرائس للثعلبى والتفسير لابى الفتوح الرازى ممّا يكفى فى صحة هذه النسبة منهم الى ابراهيم الخليل عليهالسلام وتقدم أيضا هناك الاشارة الى الجواب ( انظر ص ٣١ من الكتاب الحاضر ).
وأنت خبير يا أخى ـ سقاك الله رحيق التوفيق وأذاقك حلاوة النقد والتحقيق بأنه اذا