يوسف الصّدّيق ـ عليهالسلام ـ قعد من امرأة العزيز مقعد الخائن (١) ، وأنّ داود ـ
__________________
(١) قد تقدم ما يتعلق بذلك ( انظر ص ٣٢ ـ ٣٣ ).
__________________
فيه؟ وهلا دفعه الملك عن نفسه؟ مع قدرته على ازهاق روحه ، وكونه مأمورا من الله تعالى بذلك ، ومتى كان للملك عين يجوز أن تفقأ؟!
ولا تنس تضييع حق الملك وذهاب عينه ولطمته هدرا ، اذ لم يؤمر الملك من الله بأن يقتص من موسى صاحب التوراة التى كتب الله فيها ( أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصاصٌ ) ( اشارة الى آية ٤٥ من سورة المائدة ) ولم يعاتب الله موسى على فعله هذا بل أكرمه اذ خيره بسببه بين الموت والحياة سنين كثيرة بقدر ما تواريه يده من شعر الثور ، وما أدرى والله ما الحكمة فى ذكره شعر الثور بالخصوص؟!
وأما وعزة الحق وشرف الصدق وعلوهما على الباطل والافك لقد حمل هذا الرجل ( أى أبو هريرة ) أولياءه ما لا طاقة لهم به وكلفهم بأحاديثه هذه بما لا تحتمله عقولهم أبدا ولا سيما قوله فى هذا الحديث : ان ملك الموت قبل وفاة موسى كان يأتى الناس عيانا وانما جاءهم خفيا بعد موت موسى ، نعوذ بالله من سبات العقل وخطل القول والفعل ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم ».
وقال فى ذيل الصفحة :
« لو أن ملك الموت كان يأتى الناس عيانا قبل وفاة موسى لطفحت به الاخبار واشتهر اشتهار الشمس فى رابعة النهار فما بال المحدثين والمورخين وأهل الاخبار من جميع الامم أغفلوا هذا الخبر لو كان له أثر وما بال القصاصين والمخرفين ما حام خيالهم حوله ، فهل تركوا الامتياز به لابى هريرة؟! »