وأنتم تروون أنّه لمّا مات ذهب تسعة أعشار العلم معه (١) ؛ وتروون عن ابن مسعود أنّه قال : ما كنّا نبعّد أصحاب محمّد أنّ السّكينة تنطق على لسان عمر (٢) وكان ملك
__________________
(١) قال ابن حجر الهيتمى فى الصواعق المحرقة تحت عنوان « ثناء الصحابة والسلف على عمر » ( انظر الفصل الخامس من الفصول المرتبة لترجمة عمر وخلافته ؛ ص ٩٦ من طبعة مصر سنة ١٣٧٥ ) : « أخرج الطبرانى والحاكم عن ابن مسعود قال : لو أن علم عمر يوضع فى كفة ميزان ووضع علم أحياء الارض فى كفة لرجح علم عمر بعلمهم ولقد كانوا يرون أنه ذهب بتسعة أعشار العلم ».
(٢) قال ابن الاثير فى النهاية : « وحديث ابن مسعود : السكينة مغنم وتركها مغرم ، وقيل : أراد بها هاهنا الرحمة ومنه حديثه الاخر : ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر وفى رواية : كنا أصحاب محمد لا نشك أن السكينة تتكلم على لسان عمر ، قيل : هو من الوقار والسكون ، وقيل : الرحمة ، وقيل : أراد السكينة التى ذكرها الله فى كتابه العزيز قيل فى تفسيرها : انها حيوان له وجه كوجه الانسان مجتمع وسائرها خلق رقيق كالريح والهواء ؛ وقيل : هى صورة كالهرة كانت معهم فى جيوشهم فاذا ظهرت انهزم أعداؤهم ، وقيل : هى ما كانوا يسكنون إليه من الآيات التى أعطيها موسى عليهالسلام ـ والاشبه بحديث عمر أن يكون من الصورة المذكورة » وقال ابن حجر فى الصواعق المحرقة فى ترجمة عمر فى الفصل الرابع الّذي عقده لذكر فضائله ( ص ٩٥ من طبعة مصر سنة ١٣٧٥ ) : « الحديث الثامن والاربعون أخرج ابن ماجة والحاكم عن أبى ذر قال : سمعت رسول الله (ص) يقول : ان الله وضع الحق على لسان عمر يقول به ، الحديث التاسع والاربعون أخرج أحمد والبزار عن أبى هريرة قال : قال رسول الله (ص) : ان الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه وأخرجه الطبرانى من حديث عمر بن الخطاب وبلال ومعاوية أبى سفيان وعائشة ، وأخرج ابن منيع فى مسنده عن على قال : كنا أصحاب محمد لا نشك أن السكينة تنطق على لسان عمر » ونقله السيوطى فى تاريخ الخلفاء فى الفصل الّذي عقده لذكر الاحاديث الواردة فى فضل