أنّكم اذا بلغكم عن الشّيعة قول عظّمتموه وشنّعتموه وأنتم تقولون بأكثر منه والشّيعة لا تروى حديثا واحدا عن آل محمّد أنّ ميّتا رجع الى الدّنيا كما تروون أنتم عن علمائكم ، انّما يروون عن آل محمّد أنّ النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ قال لامّته : أنتم أشبه شيء ببنى اسرائيل والله ليكوننّ فيكم ما كان فيهم حذوا النّعل بالنّعل والقذّة بالقذة (١) حتّى لو دخلوا جحر ضبّ لدخلتموه (٢). وهذه الرّواية أنتم تروونها أيضا وقد علمتم أنّ بنى اسرائيل قد كان فيهم من عاش بعد الموت ورجعوا الى الدّنيا فأكلوا وشربوا ونكحوا النّساء وولد لهم الأولاد (٣) ولا ننكر لله قدرة أن يحيى الموتى ؛ فان شاء أن يردّ من مات من هذه الأمّة كما ردّ بنى اسرائيل فعل ، وان شاء لم يفعل.
__________________
المذكورة فى الباب الاول ( والامر المشار إليه فى ذكر الموارد المخصوصة التى شبه فيها بعض هذه الامة بنظيره فى الامم السابقة مدحا أو قدحا ) فخاض فى بيان مقصوده الى أن قال ( انظر ص ٩١ ) : « قلت : والاخبار والآثار فى هذا المعنى كثيرة لو أردنا استقصاءها لخرجنا عن المقصود وفيما ذكرنا كفاية للناظر البصير وقال الشيخ فضل بن شاذان صاحب الرضا عليه السلام فى كتاب الايضاح فى مسألة الرجعة بعد كلام طويل : ولسنا ننكر لله قدرة أن يحيى الموتى ولكنا نعجب ( فساق الكلام الى قوله ) وقد علمتم أن بنى اسرائيل قد كان فيهم من عاش بعد الموت ورجعوا الى الدنيا فأكلوا وشربوا ونكحوا النساء ( الى آخر ما قال ) ».
__________________
(١) قال ابن الاثير فى النهاية : « فى حديث الخوارج : فينظر فى قذذه فلا يرى شيئا ؛ القذذ ريش السهم واحدتها قذة ومنه الحديث : لتركبن سنن من كان قبلكم حذو ـ القذة بالقذة ؛ اى كما تقدر كل واحدة منهما على قدر صاحبتها وتقطع ، يضرب مثلا للشيئين