أصبحوا أردفه بعضهم ؛ فبيناهم يسيرون اذاهم براكب ومعه ناقته واذا هو عدىّ بن حاتم وهو يقول : أيّكم ابو الخيبرىّ؟ قالوا : هذا ، فقال له : انّى رأيت أبى البارحة فى النّوم فأخبرنى ما كان منك وأمرنى أن أحملك على ناقة فدونك فاركب هذه ، ففيه يقول ابن دارة العبسى (١) :
أبوك أبو سفّانة الخير لم يزل |
|
لدن شبّ حتّى مات فى الخير (٢) راغبا |
به تضرب الأمثال فى الجود ميّتا |
|
وكان له اذ كان حيّا مصاحبا |
قرى قبره الأضياف اذ نزلوا به |
|
ولم يقر قبر قبله قطّ راكبا (٣) |
__________________
(١) فى بعض النسخ : « العسى » ( بلا نقطة ) وفى دار السلام : « العنسى ».
(٢) فى بعض النسخ وكذا فى دار السلام : « إذا شب » وفى بعضها : « اذا شئت ».
(٣) فليعلم أنا راعينا فى نقل القصة ضبط نسخ الكتاب وأما سائر الكتب المنقولة فيها القصة كما أشرنا الى اسامى بعضها آنفا فلم نتعرض لما فيها من اختلاف النسخ فى كلمات القصة وغيره لما يلزمه من الطول والخروج عما نحن فى صدده نعم جمعتها لنفسى وصارت رسالة كبيرة ونذكر صور القصة واختلاف كلماتها فى تعليقاتنا على الايضاح ان شاء الله تعالى الا أنى أحببت أن أنقل عبارة تاريخ ابن عساكر هنا للفوائد الكثيرة التى اشتملت عليها وهى بنص عبارته ( ج ٣ ؛ ص ٤٢٨ ـ ٤٢٩ ) :
« ومر نفر من عبد القيس بقبر حاتم فنزلوا قريبا منه فقام إليه بعضهم فجعل يركض قبره برجله ويقول : يا أبا الجعراء أقرنا ، فقال له بعض أصحابه : ما تخاطب من رمة قد بليت وأجنهم الليل فناموا ، فقام صاحب القول فزعا وقال : يا قوم عليكم مطيكم فان حاتما أتانى فى النوم وأنشدنى شعرا وقد حفظته وهو :
أبا البخترى وأنت امرؤ |
|
ظلوم العشيرة شتامها |
أتيت بصحبك تبغى القرى |
|
لدى حفرة ضحيت هامها |
تبغى لى الذنب عند المبيت |
|
وحولك طيئ وأنعامها |
فانا سنشبع أضيافنا |
|
ويأتى المطى فيعتامها |