تلك المناقب ، ولئن كان أبو هريرة كذب فى قوله وكذّب لقد هلك من يروى عنه الحديث لأنّ الرّجل اذا استحلّ كذبه فقد هلك فى كذبه.
فلمّا بلغ معاوية قوله فى عليّ ـ عليهالسلام ـ أكرمه وأجازه وولاّه المدينة
__________________
أبى صالح عن أبى هريرة فقال : دعنى من أبى هريرة انهم كانوا يتركون كثيرا من حديثه.
وقد روى عن على ـ عليهالسلام ـ انه قال : ألا ان أكذب الناس أو قال : أكذب الاحياء على رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله أبو هريرة الدوسى.
وروى أبو يوسف قال : قلت لابى حنيفة : الخبر يجيء عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخالف قياسنا فما نصنع به؟ ـ قال : اذا جاءت به الرواة الثقات عملنا به وتركنا الرأى فقلت : ما تقول فى رواية أبى بكر وعمر؟ ـ فقال : ناهيك بهما ، فقلت : على وعثمان؟ ـ قال : كذلك فلما رآنى أعد الصحابة قال : والصحابة كلهم عدول ما عدا رجالا ثم عد منهم أبا هريرة وأنس بن مالك وروى سفيان الثورى عن عبد الرحمن بن القاسم عن عمر بن عبد الغفار أن أبا هريرة لما قدم الكوفة مع معاوية كان يجلس بالعشيات بباب كندة ويجلس الناس إليه فجاء شاب من الكوفة فجلس إليه فقال : يا أبا هريرة أنشدك الله أسمعت من رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ يقول لعلى بن أبى طالب : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ فقال : اللهم نعم قال : فأشهد بالله لقد واليت عدوه وعاديت وليه ثم قام عنه وروت الرواة أن أبا هريرة كان يؤاكل الصبيان فى الطريق ويلعب معهم وكان يخطب وهو أمير المدينة فيقول : الحمد لله الذي جعل الدين قياما وأبا هريرة إماما يضحك الناس بذلك ، وكان يمشى وهو أمير المدينة فى السوق فاذا انتهى الى رجل يمشى امامه ضرب برجليه الارض ويقول : الطريق الطريق قد جاء الامير يعنى نفسه.
قلت : قد ذكر ابن قتيبة هذا كله فى كتاب المعارف فى ترجمة أبى هريرة وقوله فيه حجة لانه غير متهم عليه ».