__________________
موسى عين ملك الموت فأعوره » ( انظر ص ٨٣ ـ ٨٧ من طبعة مطبعة العرفان بصيدا سنة ١٣٦٥ ).
« أخرج الشيخان ( أى البخارى ومسلم ) فى صحيحيهما بالاسناد الى أبى هريرة قال : جاء ملك الموت الى موسى عليهماالسلام فقال له : أجب ربك قال : فلطم موسى عين ملك ـ الموت ففقأها ، قال : فرجع الملك الى الله تعالى فقال : انك أرسلتنى الى عبد لك لا يريد الموت ففقأ عينى قال : فرد الله إليه عينه وقال : ارجع الى عبدى فقل له : الحياة تريد؟ فان كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور فما توارت بيدك من شعرة فانك تعيش بها سنة ؛ الحديث ، وأخرجه أحمد من حديث أبى هريرة فى مسنده ( فمن أراد موارد ذكره فى الصحيحين فليراجع كتاب أبى هريرة ) وفيه : أن ملك الموت كان يأتى الناس عيانا قال : فأتى موسى فلطمه ففقأ عينه الحديث وأخرجه ابن جرير الطبرى فى الجزء الاول من تاريخه عن أبى هريرة ولفظه عنده : ان ملك الموت كان يأتى الناس عيانا حتى أتى موسى فلطمه ففقأ عينه وفى آخره : ان ملك الموت جاء الى الناس خفيا بعد موت موسى.
وأنت ترى ما فيه مما لا يجوز على الله تعالى ولا على أنبيائه ولا على ملائكته أيليق بالحق تبارك وتعالى أن يصطفى من عباده من يبطش على الغضب بطش الجبارين؟! ويوقع بأسه حتى فى ملائكة الله المقربين؟! ويعمل عمل المتمردين؟! ويكره الموت كراهة الجاهلين؟! وكيف يجوز ذلك على موسى؟! وقد اختاره الله لرسالته ، وائتمنه على وحيه ، وآثره بمناجاته ، وجعله من سادة رسله ، وكيف يكره الموت هذا الكره مع شرف مقامه؟! ورغبته فى القرب من الله تعالى والفوز بلقائه؟! وما ذنب ملك الموت عليهالسلام؟! وانما هو رسول الله إليه؟! وبما استحق الضرب والمثلة فيه بقلع عينه؟! وما جاء الا عن الله وما قال له سوى : أجب ربك ، أيجوز على أولى العزم من الرسل اهانة الكروبيين من الملائكة وضربهم حين يبلغونهم رسالات الله وأوامره عز وجل؟! تعالى الله وتعالت أنبياؤه وملائكته عن ذلك علوا كبيرا.
ونحن لم برئنا من أصحاب الرس وفرعون موسى وأبى جهل وأمثالهم ولعناهم بكرة وأصيلا؟
أليس ذلك لانهم آذوا رسل الله حين جاءوهم بأوامره؟ فكيف نجوز مثل فعلهم على أنبياء الله وصفوته من عباده؟! حاشا لله ان هذا لبهتان عظيم.
ثم ان من المعلوم أن قوة البشر بأسرهم بل قوة جميع الحيوانات منذ خلقها الله تعالى الى يوم القيامة لا تثبت أمام قوة ملك الموت فكيف والحال هذه تمكن موسى (ع) من الوقيعة