الّذين رضوا أمر عمر وما صنع من خلافه على هؤلاء النّفر وسكوتهم على ذلك وهو خلاف ما قال رسول الله (ص). ثمّ لم ترضوا بما رويتم عنه حتّى اتّبعتموه وأخذتم بسنّته ثمّ تركتم قول رسول الله (ص) وأمره فى أبىّ وقراءة عبد الله بن مسعود الّذي قال له (١) النّبيّ (ص) : من أراد أن يقرأ القرآن غضّا (٢) كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أمّ عبد ، فرفضتم قراءته وحرّقتم مصاحفه ردّا على رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ واتّباعا لقول عمر فما أجد لكم مثلا الاّ كما (٣) قال الله عزّ وجلّ : ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ ) (٤) هواه ثمّ رويتم أنّ رسول الله ـ (ص) ـ قال : أنا فرطكم (٥) على الحوض وليرفعن [ ا ] لى (٦) قوم من أصحابى فاذا رأيتهم وعرفتهم اختلجوا (٧) دونى فأقول : أى ربّ أصحابى
__________________
(١) كذا فى الاصل فاللام ليست للتبليغ فان المراد هنا أن النبي (ص) قال فى حقه لا أنه خاطبه به.
(٢) قال ابن الاثير فى النهاية : « وفيه : من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليسمعه من ابن أم عبد ، الغض الطرى الّذي لم يتغير ، أراد طريقه فى القراءة وهيئته فيها ، وقيل : أراد بالآيات التى سمعها منه من أول سورة النساء الى قوله : فكيف اذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ».
(٣) كذا فى الاصل.
(٤) صدر آية ٢٣ سورة الجاثية.
(٥) قال ابن الاثير فى النهاية : « فيه : أنا فرطكم على الحوض اى متقدمكم إليه يقال : فرط يفرط فهو فارط وفرط اذا تقدم وسبق القوم ليرتاد لهم الماء ويهيئ لهم الدلاء والارشية ».
(٦) فى الاصل « لى » والظاهر : « الى » حتى يكون من قبيل قولهم : « رفع زيدا الى الحكم اى قدمه إليه ليحاكمه ».
(٧) قال ابن الاثير فى النهاية : « أصل الخلج الجذب والنزاع ومنه الحديث : ليردن على الحوض أقوام ثم ليختلجن دونى اى يجتذبون ويقتطعون ، ومنه الحديث : ليختلجونه على باب الجنة اى يجتذبونه ».