يديه فيقول للرّجل : ما دينك؟ ـ فيقول : أشهد أن لا إله الاّ الله وحده لا شريك له وأنّ محمّدا عبده ورسوله وانّى بريء من الحروريّة فيقدّم فتضرب عنقه حتّى مرّ بضعة وعشرون ».
أقول : ترجمته على سبيل التّفصيل تحتاج الى بسط ولا يقتضي المقام أكثر من ذلك ومن قضاياه المعروفة أنّه تعهّد لمعاوية ان يضع ويختلق فى شأن نزول آية « وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ » وآية « مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ » حديثا فى ازاء أن يبذل له معاوية أربعمائة دينار فبذله له واختلق الحديث ».
أقول : لا يسع المقام أكثر من ذلك فمن أراد التّفصيل فى ذلك فليراجع مظانّه.
أمّا ما أشرنا إليه من أنّ أبا بكرة كان أخا زياد بن أبيه فيكشف عن ذلك ما يقرع سمعك وهو :
قال ابن خلّكان فى وفيات الأعيان فى ترجمة أبى عثمان يزيد بن زياد بن ربيعة بن مفرّغ وهو من شعراء الحماسة وممّن لجّ فى هجاء بنى زياد حتّى تغنّى أهل البصرة بأشعاره بعد أن خاض فى ترجمته ونقل أشعارا من صاحب التّرجمة فيهم ما نصّة :
( انظر ص ٣٨٨ ج ٢ من طبعة بولاق سنة ١٢٩٩ )
« قلت : وقد تكرّر فى هذه التّرجمة حديث زياد وبنيه وسميّة وأبى سفيان ومعاوية وهذه الاشعار الّتي قالها يزيد بن مفرّغ فيهم ومن لا يعرف هذه الأسباب قد يتشوّف الى الاطّلاع عليها فنورد منها شيئا مختصرا فأقول :
انّ أبا الجبر الملك الّذي ذكره أبو بكر بن دريد فى المقصورة المشهورة فى البيت الّذي يقوله فيها وهو :
وخامرت نفس أبى الجبر جوى |
|
حتّى حواه الحتف فيمن قد حوى |
كان أحد ملوك اليمن واسمه كنيته وقيل : هو أبو الجبر يزيد بن شراحيل الكندىّ ، وقيل : أبو الجبر بن عمرو تغلّب عليه قومه فخرج الى بلاد فارس يستجيش عليهم كسرى فبعث معه جيشا