بالطّائف فتداعوا للقتال ثمّ اصطلحوا على ان حمل عمّى عروة بن مسعود ثلاث عشرة دية.
قال : فذلك معنى قول عروة يوم الحديبية : يا غدر أنا الى الامس أغسل سوأتك فلا أستطيع أن أغسلها.
فلهذا قال أصحابنا البغداديّون : من كان اسلامه على هذا الوجه وكانت خاتمته ما قد تواتر الخبر به من لعن عليّ ـ عليهالسلام ـ على المنابر الى ان مات على هذا الفعل وكان المتوسّط من عمره الفسق والفجور واعطاء البطن والفرج سؤالهما وممالأة الفاسقين وصرف الوقت الى غير طاعة الله كيف نتولاّه؟! وأىّ عذر لنا فى الامساك عنه؟! وأن لا نكشف للنّاس فسقه؟!
وحضرت عند النّقيب أبى جعفر يحيى بن محمّد العلوىّ البصرىّ فى سنة احدى عشرة وستّمائة ببغداد وعنده جماعة وأحدهم يقرأ فى الاغانى لأبى الفرج فمن ذكر المغيرة بن شعبة وخاض القوم فذمّه بعضهم وأثنى عليه بعضهم وأمسك عنه آخرون فقال بعض فقهاء الشّيعة ممّن كان يشتغل بطرف من علم الكلام على رأى الأشعرىّ : لواجب الكفّ والامساك عن الصّحابة وعمّا شجر بينهم فقد قال أبو المعالى الجوينىّ : نّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ نهى عن ذلك وقال : ايّاكم وما شجر بين صحابتى. وقال : دعوا لى أصحابى فلو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا لما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه. وقال : أصحابى كالنّجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم. وقال : خيركم القرن الّذي أنا فيه ثمّ الّذي يليه ثمّ الّذي يليه ثمّ الّذي يليه. وقد ورد فى القرآن الثّناء على الصّحابة وعلى التّابعين وقال رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ : وما يدريك لعلّ الله اطّلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.
وقد روى عن الحسن البصرىّ أنّه ذكر عنده الجمل وصفّين فقال : تلك دماء طهّر الله منها أسيافنا فلا نلطّخ بها ألسنتنا ثمّ انّ تلك الاحوال قد غابت عنّا وبعدت أخبارها على حقائقها فلا يليق بنا ان نخوض فيها ولو كان واحد من هؤلاء قد أخطأ لوجب