ورويتم أنّ سورة براءة ما منعهم أن يكتبوا أوّلها بسم الله الرّحمن الرّحيم الاّ
__________________
حدثنى عبد الله بن أبى بكر بن عمرو بن حزم عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة زوج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قالت : لقد أنزلت آية الرجم ورضعات الكبير عشرا فكانت فى ورقة تحت سريرى فى بيتى فلما اشتكى رسول الله (ص) تشاغلنا بأمره فدخلت دويبة لنا فأكلتها ».
وقال ابن قتيبة الدينورى فى أواخر تأويل مختلف الحديث تحت عنوان : « قالوا : حديث يدفعه الكتاب وحجة العقل » ما نصه ( انظر ص ٣٩٧ ـ ٤٠٤ من طبعة مصر سنة ١٣٢٦ ه ، أو ص ٣١٠ ـ ٣١٥ من طبعة مصر سنة ١٣٨٦ ه ) : « قالوا : رويتم عن محمد بن اسحاق عن عبد الله بن أبى بكر عن عمرة عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ انها قالت : لقد نزلت آية الرجم ورضاع الكبير عشر فكانت فى صحيفة تحت سريرى عند وفاة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلما توفى وشغلنا به دخلت داجن للحى فأكلت تلك الصحيفة. قالوا : وهذا خلاف قول الله تبارك وتعالى : ( وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ ) فكيف يكون عزيزا وقد أكلته شاة وأبطلت فرضه وأسقطت حجته؟! وأى أحد يعجز عن ابطاله والشاة تبطله؟! وكيف قال : اليوم أكملت لكم دينكم وقد أرسل إليه ما يأكله؟! وكيف عرض الوحى لا كل شاة ولم يأمر باحرازه وصونه؟! ولم أنزله وهو لا يريد العمل به؟!
قال أبو محمد : ونحن نقول : ان هذا الّذي عجبوا منه كله ليس فيه عجب ولا فى شيء مما استفظعوا منه فظاعة ؛ فان كان العجب من الصحيفة فان الصحف فى عصر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أعلى ما كتب فيه القرآن لانهم كانوا يكتبونه فى الجريد والحجارة والخزف وأشباه هذا ، قال زيد بن ثابت : أمرنى أبو بكر ـ رضى الله عنه ـ بجمعه فجعلت أتتبعه من الرقاع والعسب واللخاف ، والعسب جمع عسيب النخل ، واللخاف حجارة رقاق واحدها لخفة ، وقال الزهرى : قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم والقرآن فى العسب والقضم والكرانيف ، والقضم جمع قضيم وهى الجلود ؛ و