عليّ (ع) عن (١) الحارث الأعور ؛ فو الله لئن كان عليّ يبذل علمه للنّاس ويبخل به عن ولده فلقد رميتموه بالعظيم وما لا يمكن أنّه كان يخصّ النّاس بعلمه ويكتمه (٢) ولده وهم رجال قد بلغوا وولد لهم وشهدوا معه حروبه.
وأخرى أنّكم تروون (٣) عن الشّعبىّ أنّه كان يقول اذا حدّث عن الحارث
__________________
ألم تر أن الرافضين تفرقوا |
|
فكلهم فى جعفر قال منكرا |
فطائفة قالوا امام ومنهم |
|
طوائف سمته النبي المطهرا |
ومن عجب لم أقضه جلد جفرهم |
|
برئت الى الرحمن ممن تجفرا |
والابيات أكثر من هذا فاقتصرت منها على هذا لانه المقصود بذكر الجفر ثم قال ابن ـ قتيبة بعد الفراغ من الابيات : وهو جلد جفر ادعوا أنه كتب لهم فيه الامام كل ما يحتاجون إليه وكل ما يكون الى يوم القيامة والله أعلم قلت : وقولهم : الامام يريدون به جعفر الصادق ـ رضى الله عنه ـ وقد تقدم ذكره والى هذا الجفر أشار ابو العلاء المعرى بقوله من جملة أبيات ( فذكر البيتين وقال ) وقوله : فى مسك جفر المسك بفتح الميم ( الى آخر ما قال ) ».
أقول : البيتان من لزوميات أبى العلاء وما قبلهما ثلاثة أبيات فمجموع القطعة خمسة أبيات فان أردت أن تلاحظها فراجع ج ٢ من طبعة مكتبة صادر بيروت ص ٢٤٩ وأما الكتاب المنقول عنه الكلام فالصحيح أنه تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة كما صرح به ابن خلكان واشتبه الامر على الدميرى فانا راجعنا ادب الكاتب لابن قتيبة فلم نجد هذا المطلب فيه وأما تأويل مختلف الحديث فالقصة مذكورة فيها ( انظر ص ٨٥ ) وأما ما ذكره السيد الجرجانى فيما تقدم من كلامه عن الرضا عليهالسلام : « الا ان الجفر والجامعة يدلان على أنه لا يتم » فهو مأخوذ من كتاب الفخرى لابن الطقطقى فان شئت فراجع الكتاب المشار إليه.
(١) فى النسخ : « على ».
(٢) غير ح : « كتمه ».
(٣) س ح مث : « تزعمون ».