ثمّ يروى من يخالفه أنّ النّبيّ (ص) شربه (١) ، وأنّ عليّا (ع) شربه ، (٢) وأنّ ابن مسعود شربه ، ولا يكون كفر أعظم من تحليل ما حرّم الله وتحريم ما أحلّ الله.
__________________
(١) ذكرنا فيما تقدم أن أمثال هذه النسبة الى النبي (ص) من دس الوضاعين والمختلقين ( انظر ص ٢٦٩ ).
(٢) يشير به الى أمثال ما ذكره السيوطى فى الدر المنثور فى تفسير قوله تعالى ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى ) ( آية ٤٣ من سورة النساء ) بهذه العبارة ( انظر ص ١٦٥ ج ٢ من النسخة المطبوعة ) : « أخرج عبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والنحاس والحاكم وصححه عن على بن أبى طالب قال : صنع لنا عبد الرحمن بن عوف طعاما فدعانا وسقانا من الخمر فأخذت الخمر منا وحضرت الصلاة فقدمونى فقرأت ( قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ ) ونحن نعبد ما تعبدون ، فأنزل الله ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ ). وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن على أنه كان هو وعبد الرحمن ورجل آخر شربوا الخمر فصلى بهم عبد الرحمن فقرأ ( قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ) فخلط فيها فنزلت : ( لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى ). وأخرج ابن المنذر عن عكرمة فى الآية قال : نزلت فى أبى ـ بكر وعمر وعلى وعبد الرحمن بن عوف وسعد : صنع على لهم طعاما وشرابا فأكلوا وشربوا ثم صلى على بهم المغرب فقرأ ( قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ) حتى خاتمتها فقال : ليس لى دين وليس لكم دين ، فنزلت : ( لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى ). وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والنسائى والنحاس والبيهقى فى سننه عن ابن عباس فى قوله : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى ) قال : نسخها انما الخمر والميسر ؛ الآية » ( الى غير ذلك فمن أرادها فليطلبها من ذلك الكتاب ) ».
أقول : لا يوجد مما نسب فى أمثال هذه الروايات المنفردة بروايتها العامة اثر فى كتب الشيعة كيف لا وهم قائلون بعصمة الائمة عليهمالسلام كالانبياء عليهم الصلاة فلا يمكن أن يتفوه بمثلها شيعى فضلا عن ان يرويها ويصدقها فهى موضوعة ومختلفة قطعا اذ لا يمكن أن يرتكب أمير المؤمنين على ـ عليهالسلام ـ شرب الخمر فى أى زمان كان.